نافذة على الصحافة

هل تحدث المواجهة؟


لعل أقصى ما يخشاه العالم أن تحدث المواجهة المباشرة عسكرياً بين قطبي السياسة والقوتين العظميين روسيا وأمريكا لما لها من آثار كارثية، ولعل أكثر ما يثير تلك المخاوف ما يحدث في الشمال السوري، والمغامرة غير المحسوبة التي يدفع نظام أردوغان العالم إلى حافتها، بالإضافة إلى ممارسات قوات الاحتلال الأمريكي غير الشرعية، وقد لا تغيب عن الذاكرة بعض من أسطر تلك المواجهات على الأرض السورية تحديداً، وهي ما دفعت مسؤولين عسكريين أمريكيين للتعبير عن خشيتهم من تزايد "خطر التصادم المباشر" بين القوات الروسية وقوات الاحتلال الأمريكي في سورية.

 

قائد القيادة الأميركية الوسطى (سينتكوم) الجنرال إيريك كوريلا قال في بيان إن قواته في المنطقة "تسعى إلى تجنب أي خطأ في الحسابات أو خطوات من شأنها أن تؤدي إلى نزاع غير ضروري"، ومع نعت التصرفات الروسية بالاستفزازية والتصعيدية؛ نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين في البنتاغون، تخوفهم من حدوث تصادم مع الروس.

 

ونقلت صحيفة الشرق الأوسط عن مسؤول عسكري أمريكي أن روسيا شنّت غارة على مواقع في منطقة التنف يوم الأربعاء الماضي، بالقرب من القاعدة الأميركية غير الشرعية والتي تشرف على تدريب مرتزقة، وبحسب المسؤول فقد أبلغت روسيا العسكريين الأمريكيين بالغارة مسبقاً عبر قناة الاتصال التي تم إطلاقها منذ سنوات، وأوضح أن طائرتين روسيتين من نوع سو 35 وطائرة أخرى من نوع سو 24 ضربت موقعاً عسكرياً في التنف، بعد عملية الإبلاغ عبر قناة الاتصال.

 

وأضافت الصحيفة: رغم أن الغارة لم تستهدف القوات الأميركية، ولم يتعرض الجنود الأميركيون للخطر، فإن المسؤولين الأميركيين أعربوا عن قلقهم من أن الغارة تشكل "تحدياً لمهمة القوات الأميركية في سورية، وتصعيداً ملموساً للاستفزاز"، وتحدث المسؤولون الأميركيون عن حوادث عدة جرت في الأسبوعين الماضيين، من دون الكشف عن تفاصيلها.

 

يتحدث المسؤولون الأمريكيون على مدار اليوم عن الاستفزاز الروسي متناسين أن القوات الروسية موجودة شرعياً بطلب من الحكومة السورية، وأن وجود المحتل الأمريكي غير شرعي ويدعم الإرهاب والإرهابيين بحجة محاربته.
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=86088