نافذة على الصحافة

رسائل تحذيرية روسية


 

أوامر بالرجوع إلى العمق؛ هي خيبة تركية حاولت أنقرة من خلالها تخفيف وطأة تحديها الجغرافيا، إذ أصدرت استخبارات أردوغان وقيادة جيش الاحتلال التركي لميليشياته المتمركزة على تخوم بعض جبهات ريف حلب الشمالي وبالقرب منها أوامر بالانسحاب إلى عمق المناطق المحتلة في منطقتي إعزاز وعفرين لتجنيبها غارات روسية مرتقبة بحسب ما نقلت صحيفة الوطن عن مصادر خاصة.

 

وقالت الصحيفة إن المصادر ذكرت أن مرتزقة أردوغان التي تبلغت بالانسحاب نفذت الأوامر الخميس الماضي حيث أخلت ما تسمى ميليشيات "السلطان مراد" و"الجبهة الشامية" و"عاصفة الشمال" و"فرقة المعتصم" الإرهابية مقراتها الواقعة بمحاذاة طريق كفر جنة – إعزاز، وتمركزت بالقرب من قاعدة عسكرية لجيش الاحتلال التركي عند المدخل الغربي للأخيرة.

 

وتابعت الصحيفة: لدى الاستخبارات التركية معلومات عن نية سلاح الجو الروسي تنفيذ هجمات ضد مرتزقة النظام التركي في المنطقة بعد أن عززت قواعدها في المنطقة، وخصوصاً في تل رفعت المهددة مع منبج بشن عدوان تركي توعد به أردوغان مطلع الشهر الجاري، ما يعني أن روسيا عازمة على لجم النظام التركي للحيلولة من دون الانقياد وراء مطامعه باحتلال المزيد من الأراضي السورية، والتطور اللافت للتحركات العسكرية للقوات الروسية وفي خطوة هي الأولى من نوعها تحمل مضامين ورسائل تحذير لأردوغان من المضي في مخططاته العدوانية التوسعية، فتمثل في نشر مروحيات عسكرية من طراز mi- 24 وka- 52 في مطار أبو الضهور العسكري في ريف إدلب الشرقي.

 

خبراء عسكريون أوضحوا للصحيفة أن الهدف من الخطوة الروسية على مقربة مما تسمى "المنطقة الآمنة" في إدلب مخاطبة النظام التركي باللهجة التي يعرفها ويفهمها بعدم المبالغة في قراءة خلفيات وتداعيات الانشغال الروسي في الحرب الأوكرانية، وتشير إلى تحذيره من أي محاولة للمس بخطوط التماس الثابتة منذ أكثر من ٢٧ شهراً بغية تغيير قواعد اللعبة في المنطقة التي تحكمها اتفاقيات بين الطرفين.

 

وفي مقابل رسائل موسكو التحذيرية لم تصمت مدفعية الاحتلال التركي ومرتزقته عن الاعتداء على الأراضي السورية؛ فقد قصفت بلدات الطويلة والربيعات وتل الورد ومركز ناحية أم راسين بريف الحسكة، وقالت مصادر محلية للصحيفة إن التصعيد التركي يشكل تحدياً خطيراً لجهود موسكو الرامية إلى الحفاظ على وقف إطلاق النار ساري المفعول في المنطقة منذ تشرين الأول ٢٠١٩، وخصوصاً أنه جاء بعد يوم واحد مع إجراء ميليشيات النظام التركي، وبحضور ضباط من جيش احتلاله، تدريبات عسكرية بالذخيرة الحية في ريف رأس العين الشرقي المحتل وبجوار خطوط التماس من مناطق استيلاء ميليشيات قسد غرب أبو راسين بالحسكة.

 

وفي ظل ممارسات النظام التركي الإجرامية استهجن الكاتب التشيكي اليش ميرتا صمت الدول الغربية المستمر تجاه تلك الممارسات بحق أراضي الشمال السوري.

 

وقال ميرتا في مقال نشره على موقع ايدنيس الإلكتروني التشيكي إن الغرب يتغاضى عن ممارسات نظام أردوغان واعتداءاته على أجزاء من الأراضي السورية ودعمه التنظيمات الإرهابية وتورطه في الحرب الليبية، وأكد أن هذه الدول تتحدث يومياً عن ضرورة الالتزام بحقوق الإنسان والقانون الدولي غير أنها تتغاضى عن ذلك حين يتعلق الأمر بالمصالح العليا لها وبمنابع النفط والغاز في البحر الأبيض المتوسط.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=86085