نافذة على الصحافة

غاضبون حتى الحرب


لا يؤخذ الانجراف العاطفي في الحسبان عند وضع خرائط الحروب سوى لجهة كبحه، كي لا يتحول إلى سلاح يفيد العدو، على الرغم من أن كيان الاحتلال الغاصب -وكما يرى جو غانم في مقال نشره موقع الميادين- منعَ ملايين الفلسطينيين والسوريين واللبنانيين والعرب من النوم لياليَ لا تعد، لا بسبب الخوف، بل من الغضب الذي يعتمل في صدورهم.

 

وأشار غانم في مقاله إلى أن الجندي العربي السوري يقاتل المشروع الأميركي الإسرائيلي منذ 10 سنوات في ميدان حرب ضروس قدمت فيها سورية مئات الآلاف من الشهداء العسكريين والمدنيين، وأن السوريين لم يقضوا ليلة واحدة من دون قتال منذ 2011، وتخوض الدولة السورية حرب تحرير حقيقية في وجه عدة جيوش استعمارية وأدواتها على طول خريطة الوطن السوري، كما على الحدود.

 


وأضاف الكاتب:  ليست الدولة السورية هي المستهدفة بذاتها في هذه الاعتداءات، بل حالة المقاومة وعدم الإذعان التي كرستها هذه الدولة، وذهابها بعيداً في العمل مع قوى المقاومة في فلسطين والإقليم، للصعود بتلك الحالة وتحويلها إلى قوة ضاربة وقادرة على العمل معاً كجسد واحد لأجل الحرب الكبرى، لأجل التحرير، لا لأجل خوض المعارك إلى الأبد، فلا سورية باستطاعتها ذلك وحدها، إذ يقف العالم جلّه عسكريّاً وسياسيّاً واقتصاديّاً في ظهر آلة العدوان والاستعمار الإسرائيلية، ولا محور المقاومة، وعلى رأسه سورية، مستعدّ للقيام بحرب "تطييب خواطر" في التوقيت الإسرائيلي المناسب، بعد جهد سنوات طويلة من العمل والتجهيز لأجل بلوغ مرحلة القدرة الواثقة على المبادرة، والتي لم تعد تستلزم منا، نحن بيئة الدولة السورية والمقاومة، سوى بعض الصبر الاستراتيجي والكثير من تشذيب الغضب، كي لا ينفجر في دواخلنا.

 


وتابع الكاتب: بات خروج مطار دمشق الدولي عن الخدمة هدفاً إسرائيلياً واضحاً بعد اعتداء 20 أيّار الماضي الذي استهدف المدرج الشماليّ للمطار، وعلى الراغبين في الحرب، صدقاً أو زوراً، أن يعلموا أنها قادمة لا محالة، وأنها باتت قريبة جداً، ليس لأن الصلف الإسرائيلي قد تجاوز كل الخطوط الملونة، بل لأنّ العمل جارٍ على قدم وساق على طول جبهات محور المقاومة، العسكرية والعلمية، لبلوغ تلك اللحظة الفاصلة في تاريخنا العربي، كما عليهم أنْ يدركوا أيضاً أن موسكو وقواتها الجوية الموجودة في سورية تقع خارج حسابات دمشق وحلفائها في محور المقاومة، سواء لجهة الحرب مع كيان الاحتلال المؤقت، أو لجهة الدفاع عن سورية في وجه اعتداءاته الحالية.

 


وختم الكاتب: المؤكد أن بإمكان دمشق أن ترد على كل اعتداء إسرائيلي، وأن ترد الضربة بضربة، لكنه أمر بات يخص محوراً كاملاً تقع دمشق في وسطه، له حساباته العسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية أيضاً؛ محوراً تشير كل المعطيات إلى أنه ذاهب إلى الحرب بخطى ثابتة وواثقة، لكن القضية كلها تكمن لدى "الوقت"، وحتى ذلك الحين، يمكن اعتبار جملة الراحل وليد المعلم: "في الزمان والمكان المناسبين" بياناً استراتيجياً أو جملةً إنشائية، وعلى المتضرر من هذا كله، أنْ يلحق بأول قارب مغادر، وأن يأخذ معه حجراً يرمينا به من خارج مياهنا الإقليمية، مِما بعد ما بعد "كاريش".
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=86015