نافذة على الصحافة

تركيا تستدرج المواجهة


 

في وقت شهدت فيه المناطق التي تستولي عليها الفصائل الإرهابية التابعة للاحتلال التركي اقتتالاً داخلياً دائماً، التقى وفد أمني وعسكري تركي الإرهابي أبو محمد الجولاني في لقاء مغلَق حضرته دائرة ضيقة جداً، الأمر الذي منع تسرب معلومات عن فحواه، غير أن ما تبعه أوضح كثيراً من التفاصيل.

 

وتحدث علاء الحلبي في صحيفة الأخبار اللبنانية عن إجراء تغييرات في هيكلية الارتباط التركي بتلك المجموعات الإرهابية، حيث تم استبعاد عدد من ضباط الاستخبارات وتعيين ضباط جدد، الأمر الذي فسر في ما بعد على أنه تمهيد لفتح الباب أمام الإرهابي الجولاني للتمدد إلى ريف حلب، بهدف توحيد المناطق التي تحتلها أنقرة والتي تتضمّن إدلب ومناطق في ريف حلب وريف الرقة.

 


وقال الكاتب: واجه الاحتلال التركي لتنفيذ مشروعه هذا مجموعة من المعوّقات، أبرزها مقاومة بعض المجموعات الإرهابية التي ترغب في السيطرة على المشهد، بالإضافة إلى حالة الجولاني المُصنَّف على لوائح الإرهاب، بالإضافة إلى أن إدلب تشكل حالة معدة تعهدت تركيا بعزلها والقضاء عليها، مقابل تعهدات روسية، ما شكل عقدة ربط بين ملفات شمالي وشمال شرقي حلب (منبج وتل رفعت)، وإدلب التي يستولي عليها الإرهابيون التابعون للجولاني.

 

وأضاف الكاتب: خلال الأسبوعين الماضيين، ومع تعثر جهود أنقرة لاستثمار الظروف الدولية التي خلقتها الحرب في أوكرانيا، حيث قوبلت تهديدات الرئيس التركي بشن عمليات عسكرية على طول الشريط الحدودي لإقامة "منطقة آمنة" بعدم قبول أميركي ورفض روسي مبدئي، تبعه حشد الجيش السوري قواته على تخوم مناطق عديدة لمنع أي تقدم تركي، عاد إردوغان مرة أخرى للحديث عن التعهدات الروسية بإبعاد ميليشيا "قسد"، معتبراً أن عدم الوفاء بهذه التعهدات يفتح الباب أمام قواته لـ"إبعادهم بالقوة"، الأمر الذي ردت عليه موسكو بالإشارة إلى ارتباط هذا الملف بملف إدلب، ولا يُعتبر الحديث عن ارتباط الملفّات أمراً طارئاً أو غير متوقّع بالنسبة إلى أنقرة، وهو ما يفسّر اهتمامها المتزايد بتلميع صورة الجولاني في هذه الفترة.

 

وختم الكاتب: اللافت في التطورات الميدانية الأخيرة، رفع أنقرة وتيرة قصفها لمناطق في محيط منبج، سعياً لاستدراج مواجهة تبرر لها التوغل في تلك المناطق، في وقت كثف فيه الجيش السوري حضوره، وسط دخول المزيد من القوات الروسية التي تقوم بتسيير دوريات عسكرية، وارتفعت بالتوازي مع ذلك الأعلام السورية على عدد من المنشآت في منبج في خطوة مشابهة لما شهدته تل رفعت قبل أيام.

 

وبينما يواصل الاحتلال التركي تهديداته واعتداءاته أكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن ذلك العدوان على الأراضي السورية لن يسهم في استقرار الأمن في تركيا، وأكد أن موسكو لا تثق بأن عملية أنقرة في شمال سورية ستسهم في ذلك الاستقرار، أو في استقرار وأمن الجمهورية العربية السورية أيضاً.

 

وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا وصفت التقارير عن مخططات النظام التركي ضد سورية بأنها مثيرة للمخاوف، وأملت أن تمتنع أنقرة عن الأعمال التي قد تؤدي إلى تدهور خطير للأوضاع الصعبة أصلاً في سورية، وأكدت أن الأمن على الحدود السورية التركية لا يمكن ضمانه إلا بنشر قوات الأمن السورية.
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=86013