نافذة على الصحافة

منطقة آمنة أم منطقة فوضى؟




تبدو تهديدات النظام التركي الذي ثقب آذان العالم بصداها قريبة إلى الدخول في نفق التفاهمات مع الولايات المتحدة وروسيا التي كثفت حضورها العسكري في الشمال، وإن كان النظام التركي قد استثمر الأزمة الأوكرانية لقضم مزيد من الأراضي السورية بحجة إقامة "منطقة آمنة".


لكن التطورات الأخيرة في المناطق التي تحتلها أنقرة تظهر وبحسب مقال لعلاء الحلبي في صحيفة الأخبار اللبنانية هشاشة كبيرة وحالة من الفوضى والاقتتال بين المجموعات الإرهابية التابعة للاحتلال التركي.

وقال الكاتب: في هذه الأجواء بدأت تركيا قبل نحو ستة أشهر تخفيض الميزانية المخصّصة للمجموعات الإرهابية التابعة لها، بالإضافة إلى التأخر في دفع رواتب الإرهابيين، وتعيش تلك المجموعات التابعة للاحتلال التركي صراعاً متواصلاً على النفوذ وممرات التهريب، الأمر الذي فتح باباً جديداً أمام ما تسمى "هيئة تحرير الشام" للتوسُّع أكثر في مناطق شمال حلب.

وفي آخر فصول الصراع تشهد حركة "أحرار الشام" الإرهابية صراعاً بين مكوناتها، وسط اتهامات بارتباط "القطاع الشرقي" بـ"هيئة تحرير الشام" الإرهابية التي يقودها الإرهابي أبو محمد الجولاني.

وأضاف الكاتب: واصل رئيس النظام التركي إعادة تنسيق خطابه الإعلامي بعدما عمل خلال الأسبوعين الماضيين على رفع وتيرة تصريحاته وتهديداته بشن عملية عسكرية، إذ اعتبر أن بلاده لا تريد "إزعاجاً" في "المنطقة الأمنية التركية" بعمق 30 كيلومتراً على حدود بلاده الجنوبية، واستبدل الخطاب التحشيدي بالحديث عن الإنجازات التي "مزقت الممر الإرهابي".

وختم الكاتب: أعلن قائد ميليشيا "قسد" عن تكثيف التواصل مع كل من واشنطن وروسيا ودمشق، ما يمثل تأكيداً غير مباشر لما تم تداوله عن أن موسكو تضغط على الميليشيا للخروج من منبج وتل رفعت، وتسليمهما إلى الجيش السوري لإنهاء آمال أنقرة باحتلالهما، واعتبار هذه الخطوة التزاماً يجب أن تقابلها خطوات من أنقرة في إدلب، وهو طرحٌ ترفضه واشنطن التي تبحث عن زيادة الضغوط على الحكومة السورية وروسيا، وتعتبر هذه الخطوة انتصاراً لهما.
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=85778