نافذة على الصحافة

اللعب بحذر وحرب إلى العلن


تستخدم إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أساليب ضغط متعددة في تعاملها مع الملف الإيراني، ويبدو أنها تغير استراتيجيتها التي دأبت عليها إلى استراتيجية سلفها ترامب.

 

وترى صحيفة الأخبار اللبنانية أن الهدف من ذلك هو حمل طهران على التنازل على طاولة التفاوض، وإذ يبدو أن هذه الإدارة قررت أخيراً الاستجابة لجزء من مطالب الكيان، وعلى رأسها رفض رفع الحرس الثوري عن "قائمة الإرهاب" وهو ما أدخل مفاوضات فيينا في حالة سبات، فيبدو أنها قررت أيضاً الانخراط في دورة العمل "الإسرائيلية" ضد إيران، والتي تتخذ حالياً شكل عمليات أمنية أكثر تطوراً من النسخ السابقة.

 

وقالت الصحيفة: ضمن هذا السياق تحديداً، يمكن فهم عملية اغتيال العقيد صياد خدائي العقيد في الحرس الثوري، والتي يترقب الكيان الرد الإيراني عليها، على أن ذلك الرد المنتظَر قد يكون من شأنه التأسيس لمعادلات تخالف حسابات واشنطن والكيان، ولربما لن تكون في مصلحتهما، الأمر الذي يحمل مراقبين إسرائيليين على الدعوة إلى "اللعب بحذر شديد مع الإيرانيين".

 

وتابعت الصحيفة: أخرج تسريب صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية قبل أيام حول اغتيال العقيد خدائي في طهران بحسب "الإسرائيليين" حرباً كانت سرية إلى حد ما، بين العدو الإسرائيلي وقوى محور المقاومة، وبشكل خاص إيران.. وبدا في الأشهر الأخيرة أن العدو الإسرائيلي نتيجة تكثيف عملياتي إيراني قرر توسيع ساحة هذه الحرب التي تخاض في الخلفية لتشمل الساحة الإيرانية، بما فيها قلب العاصمة طهران، ومحور هذه "الحرب" هو تكنولوجيا الطائرات المسيرة والصواريخ الدقيقة، وبدأ الانتقال إلى مستوى جديد من هذه الحرب، وخصوصاً لناحية توسيع الحدود الجغرافية للمواجهة، عندما اكتشفت أنظمة الرادار والإنذار الأميركية في العراق، في بداية شهر شباط الفائت، طائرتَين بدون طيار، زُعم أنهما انطلقتا من إيران، وكانتا في طريقهما إلى أجواء فلسطين المحتلة، وجرى إسقاطهما بواسطة الطائرات الأميركية، وبعد الحادثة وخلال وقت قصير استهدفت طائرات مسيرة إسرائيلية مصنعاً لإنتاج وتطوير "الدرونز" في كرمانشاه شمال غرب إيران.


وأكدت الصحيفة: يشكل اغتيال خدائي  ترجمة عملياتية لما أعلنه قادة العدو في أكثر من مناسبة من إرادتهم نقل المعركة إلى إيران، في مقابل دعم الأخيرة للمقاومة في فلسطين، وفي الظروف المحيطة بالأحداث الأخيرة التي ارتفعت وتيرتها بوضوح، لم يكن مصادفة أن يجري تنفيذ الاغتيال بينما يزور وزير الأمن في حكومة العدو بني غانتس العاصمة الأميركية واشنطن، حيث التقى عدداً من المسؤولين الأميركيين الأمنيين والعسكريين، ويدل هذا السياق على موافقة أميركية نالها الكيان لتنفيذ هذه العملية وغيرها، ويؤكد ذلك ما نشرته نيويورك تايمز حول إبلاغ "إسرائيل" الولايات المتحدة بأنها المسؤولة عن الاغتيال.

 

وأضافت الصحيفة: على الرغم مما أثاره الكشف الأميركي حول المسؤولية الإسرائيلية عن الواقعة من استياء في الكيان لما قد يجلبه من ردود إيرانية بحسب المسؤولين في الكيان، إلّا أن التسريب يمكن فهمه في سياق أميركي - إيراني خالص، حيث يشكل إشارة ضغط من واشنطن على طهران، في ظل تعثر العودة إلى الاتفاق النووي، على نحو تقوم فيه "إسرائيل" بدور العصا التي ترفعها واشنطن في وجه طهران، الى جانب الجزرة.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=85687