نافذة على الصحافة

"طوق نجاة" كيسنجر


تتجنب الولايات المتحدة الأمريكية أي حرب مباشرة مع روسيا وتعمل على عدم استفزاز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وتريدها حرباً بالإنابة، وليست حرباً مباشرة تتورط فيها.

 

ولهذه الأسباب رأت صحيفة رأي اليوم في افتتاحيتها أن هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق حذر من إلحاق هزيمة بروسيا، وأكد ضرورة تقديم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تنازلات كبيرة.

 

وقالت الصحيفة إن ما أراد كيسنجر قوله ولكن بأُسلوب دبلوماسي أن حلف الناتو ودوله لن يستطيعوا هزيمة روسيا وحتى لو امتلكوا القدرة فلن تكون هذه الهزيمة في مصلحتهم، والمخرج الأكثر أمناً والأقل كلفة هو الانخراط في مفاوضات للتوصل إلى حل سياسي، ومثلما أنقذ كيسنجر "إسرائيل" من الهزيمة الكبرى في حرب عام 1973 من خلال مفاوضات وقف إطلاق النار، يريد الآن إنقاذ أمريكا وحلفائها بحثهم جميعاً على الانخراط في مفاوضات مع روسيا، وهذا ما يفعله حالياً كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني أولاف شولتز من خلال اتصالهما بالرئيس بوتين وإقناعه بضرورة الدخول في مفاوضات مباشرة وجدية، مع نظيره الأوكراني زيلينسكي في أسرع وقت ممكن.

 

وتابعت الصحيفة: من المؤكد أن الرئيس الفرنسي ونظيره الألماني قدما ضمانات وصفقة سياسية مغريتين للرئيس الروسي للقاء زيلينسكي، أبرزها التجاوب مع كل أو معظم مطالبه الاستراتيجية وأبرزها عدم توسيع عضوية حلف الناتو، والتنازل عن إقليم دونباس لروسيا، وفرض حياد أوكرانيا ويبدو أنهما توصلا إلى قناعة بأن هزيمة روسيا مستحيلة وباهظة التكاليف، والعقوبات الاقتصادية فشلت وأعطت نتائج عكسية، وتطورات المعارك على الأرض الأوكرانية تصب في مصلحة القوات الروسية.

 

وختمت الصحيفة: أوروبا المتضرر الأكبر من هذه الحرب بعد أوكرانيا، باتت على استعداد فيما يبدو لرفع الراية البيضاء، وتبحث عن مخرج سريع، ولعل كيسنجر قدم لها طوق النجاة الذي تريده.
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=85655