نافذة على الصحافة

كيسنجر الروسي!


في عالم ملأه الضجيج حول روسيا وعمليتها الخاصة في أوكرانيا، خرج صوت سبحت كلماته عكس التيار، وليس أي صوت!

 

الوزير الأمريكي القديم وكما يسمى "شيخ السياسة" هنري كيسنجر صاحب الخبرة في الشأن الروسي ودول شرق أوروبا، قرع جرساً لتنبيه العقول الغربية المتهورة، وقال صراحة بحسب مقال في صحيفة الشرق الأوسط إن من الخطأ الخطير حشر الدب الروسي في الزاوية و"تركيع روسيا"، وإن على أوكرانيا أن تحافظ على حيادها الدائم وتلتزم صراحة في دستورها بعدم الانضمام إلى الناتو.

 

وقالت الصحيفة: رأي كيسنجر قوبل بغضب من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وكبار موظفي الخارجية الأميركية وغيرهم، ومن هؤلاء الناقرين على طبول الحرب، الملياردير الأميركي جورج سوروس الذي دعا إلى حرب شاملة على بوتين وروسيا، من أجل ما وصفه بـإنقاذ الحضارة الإنسانية.. لكن الشيخ الكبير المجرب كيسنجر شدّد على أنه في كل الأزمات، يجب على المرء أن يحاول فهم الخط الأحمر للطرف المقابل.

 

وأضافت الصحيفة: هذا المناخ الغربي الحدّي الحربي القطعي الذي رفض مجرد نقاش أفكار رجل هو من نخبة النخبة الغربية السياسية حيال الأمر في المسرح الأوكراني، والحرب مع روسيا، يشعرنا بعمق "الانسداد" داخل الشرايين الغربية والدولية في تسييل الأزمة الروسية وصون العالم من مخاطر استمرارها، التي بدأنا نرصدها يوماً بعد يوم، أزمات في إمدادات الطاقة والغذاء والنقل التجاري ومحن أخرى كثيرة مقبلة.

 

ورأت الصحيفة أن خلق قنوات لتنفيس الأزمة وصناعة مساحة للحوار عوض صوت السلاح، بين موسكو وكييف، ربما يقع على عاتق طرف آخر غير أميركا ومن معها، أميركا التي لا تريد الإصغاء لشيخها كيسنجر، فهل يكون هذا الطرف المقبول من الروس والأوكران هم العرب؟

 

وختمت الصحيفة: لا توجد أطماع جغرافية ولا جيوسياسية ولا عقد تاريخية، لدى هذا الطرف العربي تجاه الخصمين، ولذلك ربما كان موقف التؤدة والحكمة الذي اتخذته بعض العواصم العربية، مقدمة مساعدة على إغراء الطرفين بالجلوس على مقاعد عربية والبدء بالحديث الجادّ.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=85626