نافذة على الصحافة

أردوغان يحاول إخضاع السياسة الأمريكية


لا يوحي المشد الميداني في الشمال بقرب اشتعال عملية عسكرية كبيرة كما يراها البعض، فلا تحشيدات للاحتلال التركي على الحدود كما جرت العادة في الاعتداءات السابقة التي حملت أسماء عمليات مختلفة، ومع ذلك فإن هذه المعطيات لا تنفي أن تكون أنقرة جادة في إعدادها لذلك الاعتداء.

 

ورأى أيهم مرعي في مقال نشرته صحيفة الأخبار اللبنانية أن الاحتلال التركي يعمل على استغلال الظرف الدولي المؤاتي واهتمام واشنطن والعواصم الغربية بموقف تركيا من انضمام الحلفاء الجدد إلى الناتو، للحصول على ضوء أخضر أميركي - أوروبي للبدء بعملية عسكرية جديدة في سورية، ومحاولة فرض المنطقة الآمنة التي عاد الإعلام التركي للترويج لها مجدداً.


وقال مرعي: تذهب بعض التقديرات الميدانية إلى أن رئيس النظام التركي يسعى إلى مهاجمة مناطق تخضع لسيطرة الجيش السوري في ريفَي حلب وإدلب، لتحقيق "المنطقة الآمنة" المرجوّة، وتستند هذه التقديرات إلى نشاط أمني ملحوظ لخلايا المجموعات الإرهابية المدعومة تركياً، لجمع معلومات عن مواقع انتشار الجيش السوري والقوات الرديفة في كلّ من حلب وإدلب، لكن في المقابل، تشير مصادر عسكرية إلى أن هذا الخيار لا يبدو واقعياً من الناحية العسكرية.
مراقبون رأوا كما أفاد موقع قناة العالم بأن إقامة منطقة عازلة في الشمال السوري كانت جزءاً من طموح رئيس النظام التركي الذي أعلنه منذ بداية الحرب على سورية، وبدأ فعلا بإعداد البنية التحتية لهذه المنطقة منذ عام 2016.


وأوضح المراقبون أن هناك معلومات حول تفاهم بين أردوغان وبين الكيان الصهيوني لإعادة الانفجارات الأمنية والعسكرية داخل سورية، وهو يطمح من خلال إعادة تشبيك العلاقات والمصالح مع الاحتلال الإسرائيلي بشكل عميق جداً إلى القيام بدور أكبر لاسيما بعد الانكفاء الأمريكي في منطقة جنوب شرق سورية، فيما يرى باحثون في العلاقات الدولية أن هناك محاولة من قبل أردوغان لكي يقول إنه استطاع تحقيق إنجاز ما على المستوى الداخلي، ويريد أن يقدم ورقة انتخاب جديدة، ويسعى عبر تكرار محاولاته في الشمال السوري إلى التأكيد أنه يريد التملص من كل التفاهمات مع الجانب الروسي ويصب الزيت على النار، ويخلط الأوراق مرة أخرى في المنطقة الشمالية.

 

ونقل الموقع عن نشطاء في حزب العمال البريطاني أن أردوغان معروف بانتهاز الفرص ويحاول الوصول إلى هدف معين عن طريقها، وأن إعلانه الأخير ما هو إلا رد على ما حدث في واشنطن من استقبالها رئيس الوزراء اليوناني، حيث تحاول أمريكا معاقبة تركيا وجعلها تخضع لقرار الناتو لضم السويد وفنلندا، وأكد النشطاء أن هناك لعبة كبيرة تطبخ ليست فقط مسألة المنطقة العازلة في الشمال السوري، وأن أردوغان يحاول بطريقة ما إخضاع السياسة الأمريكية لرغبته، واعتبروا أن الأمريكي لا يبدي أي اعترض مباشرة على خطوة أردوغان، لانه لا يريد أن يفرط في الموقف المتحد لدول الناتو على ما يحدث في أوكرانيا، كما أن صانع القرار الامريكي لا يريد أن يخسر حليفاً كتركيا خاصة في هذا الوقت.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=85529