لا يوحي المشد الميداني في الشمال بقرب اشتعال عملية عسكرية كبيرة كما يراها البعض، فلا تحشيدات للاحتلال التركي على الحدود كما جرت العادة في الاعتداءات السابقة التي حملت أسماء عمليات مختلفة، ومع ذلك فإن هذه المعطيات لا تنفي أن تكون أنقرة جادة في إعدادها لذلك الاعتداء.
ورأى أيهم مرعي في مقال نشرته صحيفة الأخبار اللبنانية أن الاحتلال التركي يعمل على استغلال الظرف الدولي المؤاتي واهتمام واشنطن والعواصم الغربية بموقف تركيا من انضمام الحلفاء الجدد إلى الناتو، للحصول على ضوء أخضر أميركي - أوروبي للبدء بعملية عسكرية جديدة في سورية، ومحاولة فرض المنطقة الآمنة التي عاد الإعلام التركي للترويج لها مجدداً.
ونقل الموقع عن نشطاء في حزب العمال البريطاني أن أردوغان معروف بانتهاز الفرص ويحاول الوصول إلى هدف معين عن طريقها، وأن إعلانه الأخير ما هو إلا رد على ما حدث في واشنطن من استقبالها رئيس الوزراء اليوناني، حيث تحاول أمريكا معاقبة تركيا وجعلها تخضع لقرار الناتو لضم السويد وفنلندا، وأكد النشطاء أن هناك لعبة كبيرة تطبخ ليست فقط مسألة المنطقة العازلة في الشمال السوري، وأن أردوغان يحاول بطريقة ما إخضاع السياسة الأمريكية لرغبته، واعتبروا أن الأمريكي لا يبدي أي اعترض مباشرة على خطوة أردوغان، لانه لا يريد أن يفرط في الموقف المتحد لدول الناتو على ما يحدث في أوكرانيا، كما أن صانع القرار الامريكي لا يريد أن يخسر حليفاً كتركيا خاصة في هذا الوقت. |
||||||||
|