نافذة على الصحافة

عملية تركية في سورية.. ورقة ضغط جديدة


يحاول رئيس النظام التركي استغلال الحاجة الأميركية في المواجهة المحتدمة مع روسيا، وإذ يطلق تهديدات تحمل احتمالات عدة تحت عنوان عداون بعملية عسكرية جديدة داخل سورية؛ تبدو ترجمة تلك التهديدات على الأرض بعيدة في الأفق المنظور خاصة مع غياب أي تحشيدات على الحدود.

 

أردوغان أعلن وبحسب مقال لعلاء الحلبي في صحيفة الأخبار اللبنانية استكمال الاستعدادات لعملية عسكرية جديدة على الأراضي السورية من دون أن يحدّد موعدها أو مكانها الجغرافي، وترك البتّ بأمرها إلى ما بعد انعقاد اجتماع "مجلس الأمن القومي التركي" يوم الخميس.

 

وقال الكاتب: يأتي هذا الإعلان في سياق الضغوط التركية المتواصلة لاستثمار الحرب الروسية في أوكرانيا، ورغبة الولايات المتحدة في ضمّ السويد وفنلندا إلى الناتو من أجل انتزاع غطاء دولي أو أقلّه أميركي - أوروبي لمشروع المنطقة الآمنة التي بدأ أردوغان الحديث عنها عام 2019، ويهدف المشروع التركي الذي تسعى أنقرة إلى تنفيذه تدريجياً، إلى إعادة توطين اللاجئين السوريين الموجودين في تركيا.

 


وتابع الكاتب: تتزامن إعادة تصدير الخطّة التركية مع ضغوط داخلية في ظلّ اقتراب الانتخابات الرئاسية في البلاد، حيث تشكّل قضية اللاجئين أحد أبرز ملفّات الصراع الانتخابي، الأمر الذي يفسّر النشاط التركي المتواصل في عمليات بناء بعض التجمّعات السكنية من جهة، وتقديم تسهيلات لِمَن يودّ العودة من جهة أخرى، بهدف تحقيق مكاسب سياسية في الانتخابات، إضافة إلى ضمان تشكيل حزام سكاني مرتبط بتركيا محاذٍ لشريطها الحدودي.

 

وأضاف الكاتب: تنفّذ أنقرة بشكل مستمرّ هجمات بالطائرات المسيّرة والمدفعية داخل الأراضي السورية بعدما فشلت محاولتها في تشرين الأول من العام الماضي انتزاع ضوء أخضر أميركي - روسي لبدء هجمات جديدة، حشد من أجلها أردوغان قواته على تخوم منبج وتل رفعت في ريف حلب وعين عيسى وتل تمر في ريف الحسكة، لتبقى ورقة العملية العسكرية إحدى الأوراق الضاغطة التركية في المفاوضات المستمرة مع الولايات المتحدة.
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=85528