وجهات نظر

مراكش تلوث تاريخاً باجتماع لرعاة الإرهاب

أحمد ضوا


تواصل الولايات المتحدة الأميركية توظيف الإرهاب الدولي لتحقيق مصالحها وفرض إرادتها اىسياسية على الشعوب والتدخل في شؤون دولها الداخلية ويعد تحلفها الدولي غير الشرعي لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي قي وسورية عنوانا لهذا التوظيف الخطير الذي ينتهك القانونان الدولي والقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان الدولي، وقرارات مجلس الأمن المتعلقة بمكافحة الإرهاب والتي تمنع على الدول استخدامها لتحقيق مصالحها أو للتدخل في شؤون الدول الأخرى.


تتعمد واشنطن تذكير العالم باستمرار التهديد الذي يشكله تنظيم داعش على العالم وفي سورية والعراق تحديدا للتغطية على احتلالها لأجزاء من الأراضي السورية والبقاء في العراق مخالفة بذلك قرار البرلمان العراقي الذي طالبها بسحب كامل قواتها من العراق ويأتي البيان الذي أصدره وزراء خارجية دول تحالفها غير الشرعي عقب اجتماع لهم في مدينة مراكش المغربية قبل يومين والذي زعموا فيه أن خطر التنظيم لا زال مستمرا كمحاولة مكشوفة ومفضوحية لاستمرار بقاء القوات الأميركية في سورية والعراق ولقيامها المثبت بالأدلة والبراهين على دعمها للتنظيم بالسلاح والمال في المساحات المفتوحة على طرفي الحدود العراقية السورية ولخلايا التنظيم المختبئة في بعض المناطق التي لا زالت تعاني من الإرهاب.


إن حديث وزراء خارجة دول التحالف عن التصميم على مواصلة قتال التنظيم وحماية المدنيين و "ضمان الهزيمة الدائمة له في العراق وسورية" لا أثر لها على أرض الواقع إطلاقا حيث تنحصر جهوده في قيام الاحتلال الأميركي بنهب وسرقة الموارد السورية وممارسة حصارا إنسانيا على المدنيين وتدمير وسرقة محاصيلهن الزراعية إضافة لدعم خلايا التنظيم بالسلاح والمال في العراق والتدخل في الحياة السياسة ومنع قيام حكومة عراقية قوية تضمن عودة الاستقرار والنمو الاقتصادي الذي دمره بمنهجية الغزو الأميركي لهذا البلد قبل نحو عقدين من الزمن.


من الواضح أن الإدارة الأميركية تمارس ضغوطا على دول هذا التحالف المزعوم لمحاربة الإرهاب لجمع الأموال والموارد لدعم ميليشياتها وعملائها وأدواتها الإرهابية في العراق وسورية أو لاستخدامها في تمويل المرتزقة والمتطرفين والنازيين الجدد في أوكرانيا في سعيها لإطالة أمد الحرب واستنزاف روسيا الاتحادية.
قد يكون عقد الاجتماع للتحالف الأميركي في مدينة مراكش المغربية غطاء فقط لمناقشة وزراء خارجيته دوله قضايا أخرى وفي المقدمة الأزمة الأوكرانية حيث يشكل أعضاؤه الأوروبيون بالإضافة للولايات المتحدة نواة القوة الداعمة للحكومة الأوكرانية الملتزمة حتى الآن في محاربة روسيا حتى آخر جندي أوكراني دون الاكتراث بالمخاطر الكبيرة التي باتت تهدد وجود أوكرانيا كدولة.


لا شك في أن الحكومة الروسية تتابع كل تحركات الدول الغربية السياسية والعسكرية وتزامن زيارة سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي إلى الجزائر مع اجتماع مراكش ليس من قبيل الصدفة على الإطلاق.


بكل المقاييس لا يشكل خطر تنظيم داعش الارهاربي الذي يدعي تحالف واشنطن وجوده أولوية بالنسبة لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في هذا الوقت بل ربما يكون هدف الاجتماع برمته بحث توظيف زج هذا التنظيم الإرهابي في الأزمة الأوكرانية لتوسيع ساحة الفوضى في هذا البلد وعلي الحدود الروسية ودراسة الخطوات والخطط المستقبلية للتعامل الغربي مع احتمال انهيار الحكومة الأوكرانية وتأثير ذلك على الأمن الأوروبي.
إن اجتماع وزراء خارجية رعاة الإرهاب في مدينة مراكش المغربية لا يقدم أي إضافة مهمة لتاريخ المدينة العريق بل يسيء الىيه من جهة ويفتح الباب لتصعيد التوتر القائم في المنطقة نتيجة التدخلات الغربية والأميركية.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=85272