نافذة على الصحافة

تحالف يزداد قوة


لأن الإعلام الصهيوني مرآة الساسة والرأي العام في الكيان الغاصب فإن ما يدور من تعليقات عن الأحداث فيها هو وجهة النظر الرسمية.. صحيفة رأي اليوم نقلت ما يدور في الإعلام الصهيوني تعليقاً على زيارة الرئيس بشار الأسد إلى إيران.

 

وقال الكاتب محمد الرصافي المقداد في مقال نشرته الصحيفة إن وسائل إعلام إسرائيلية أكدت أن زيارة الرئيس بشار الأسد إلى إيران اليوم "تظهر أن الحلف مع إيران سوف يبقى وحتى يزداد قوة"، وقال مراسل الشؤون العربية في قناة كان (روعي كايس) إن هذه "مشاهد لا نراها كل يوم، الرئيس السوري بشار الأسد خرج من دمشق لزيارة نادرة إلى طهران، وهو لم يفعل ذلك منذ 3 سنوات، وبالإجمال هذه هي المرة الثانية التي يزور فيها إيران منذ بداية الحرب"، وأضاف (كايس) أن الرئيس الأسد "استُقبل هناك بحفاوة بالغة، والتقى كلاً من القائد الأعلى خامنئي والرئيس إبراهيم رئيسي".

 

وتابع الكاتب: هذه العلاقة المتينة ليست حديثة العهد، بل قامت منذ حكم الرئيس الأب حافظ الأسد رحمه الله، لم تتأسس على مبدأ استرتيجيا الحاجة إليها، بقدر ما تأسست على قيمة ثابتة، حيث لم يبقَ من أنظمة العرب المجتمعة في الخرطوم بلاءاتها الثلاث، لا صلح ولا اعترف ولا تفاوض مع الكيان الصهيوني، سوى سورية التي صمدت لوحدها، في ساحة المواجهة مع هذا العدو الخبيث بمؤامراته، وأكثر من هذا كانت سورية ولا تزال حاضنة المقاومة، والجبهة الخلفية لفصائلها التي توجد على الأرض السورية، وما قدّمته من تضحيات تحمّل ثقلها على حياته كلّ الشعب السوري، وقدّم من أجلها شهداء أبرار فداء لوطنهم ومبادئهم، في اعتبار الكيان الصهيوني الغاصب عدوّا لدودا خطيرا، يجب أن يخلُص العرب والمسلمون من شروره.

 

وأضاف الكاتب: العلاقة بين البلدين بُنيَتْ على أساس مشترك، في مقاومة كافة أشكال الاستكبار والصهيونية، وكل ما من شأنه أن يمثل عائقاً، يحول دون نوال شعوب الأمة حريتها في تقرير مصيرها، دون تدخل من القوى الكبرى، التي تتحكم في الدول بما تراه يخدم مصالحها، وهذه العلاقة تعتبر نموذجاً راقياً، في التعاون بين دولتين تسعيان بجدّ، إلى استبعاد كافة أشكال الهيمنة، التي ابتليت بها غيرهما من البلدان العربية والإسلامية، ولا شيء أشرف في هذه الدنيا من الكرامة والعزة، ومن ملكهما وحاز أزمتهما كان سيّداً في بلاده وشعبه في عالم السياسة والحكم.

 

وختم الكاتب: محاولة تفكيك سورية وتحييدها عن دورها في احتضان ومساعدة مقاومة الكيان الصهيوني بفصائلها الفلسطينية واللبنانية، بمؤامرة داعش والجماعات التكفيرية والوهابية باءت بالفشل الذريع نتيجة وقوف إيران إلى جانب سورية، وأسقطت بتضافر جهودها مع القوى الحية في أرض الشام وعلى رأسها الجيش العربي السوري مشروع إنهاء دور سورية كبلد مواجهة بقي محافظاً على مبدئيته ولم يسقط في شراك مؤامرات الأعداء، ومن هذه المسلّمات نشأت علاقة وطيدة بين سورية وإيران، اكتنفتها مصداقية في القول والفعل ووفاء للمبادئ، وعلى هذا الأساس ستتمتّن العلاقات بين البلدين وتزداد قوّة يوم بعد آخر، ولا خوف عليها من مؤامرات الأعداء الذين تغيظهم هذه العلاقة ويتعبرونها خطراً ماثلاً أمام مخططاتهم.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=85261