الحدث السياسي

منعطف في العلاقات السورية – الإيرانية


 

لعل الرسالة التي حملتها زيارة الرئيس بشار الأسد إلى الجمهورية الإسلامية في إيران وصلت بأكثر الصياغات بلاغة، فالعلاقات بين سورية وإيران متميزة لا تنفصل، ولدى قادة البلدين إرادة في توسيع الأواصر بينهما وتعزيزها.

 

مشاعر الأخوة والصداقة غلبت على الزيارة كما قال وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان الذي أكد أن المُستنتَجَ من مباحثات القمة السورية الإيرانية أن المقاومة اليوم تمر بأفضل ظروفها وبلغت ذروة القوة والاقتدار، وأشار إلى أن الرئيس الأسد بمعنوياته العالية وإرادته الحازمة في الدفاع عن استقلال ووحدة أراضي بلاده سيواصل المضي بحزم في سياسة دحر الإرهابيين والدخلاء الأجانب عن سورية.

 

وقال عبد اللهيان إن الزيارة شكلت منعطفاً جديداً في تاريخ العلاقات بين البلدين، إذ إن العلاقات أخذت منحى جديداً خلال الفترة الأخيرة وباتت تشمل إضافة إلى المسار العسكري والأمني مجالات التنمية الاقتصادية والتجارية والسياحية الشاملة وتم التوصل إلى توافقات في غاية الأهمية.

 

المتحدث باسم الوزارة سعيد خطيب زاده عقب بدوره على الزيارة المهمة وقال إن سورية خرجت من الأجواء التي خلقها لها الإرهابيون والمتآمرون وهي الآن ماضية في مسار إعادة البناء والإعمار، وإن الزيارة حملت معها رسالة مهمة جداً وهي أن سورية بعد الزيارات الإقليمية دخلت مرحلة جديدة، حيث استأنفت بعض السفارات أعمالها في دمشق ونشهد تطبيعاً في العلاقات، وأشار إلى أن من الطبيعي أن تكون طهران أحد مقاصد هذه المشاورات بصفتها إحدى أكثر الدول التي ساعدت في إحباط مؤامرة الإرهاب والتطرف.

 

زاده أعرب عن أمله أن تشكل الزيارة ركيزة جديدة للارتقاء بالعلاقات الاستراتيجية بين البلدين في مختلف أبعادها الاقتصادية والشعبية، خاصة بعد بحث مختلف المشاريع قيد التنفيذ من قبل القطاعات الإيرانية الخاصة والحكومية في سورية وتدشين مركز تجاري إيراني هناك.


المدير العام‌ لوكالة نكاه نو الإيرانية أكد أن الزيارة تكتسب أهمية كبيرة، خاصة أن البلدين تربطهما علاقات استراتيجية وخاضا الحرب ضد الإرهاب وحققا انتصارات مشتركة ويتعرضان لضغوط وحصار وعقوبات ظالمة، لذلك فإن التنسيق في الملفات المهمة وعلى أعلى المستويات هو رسالة لجميع من حاول ويحاول المساس بهذه العلاقات الاستراتيجية، ولفت إلى أهمية الزيارة لتناولها الملف الاقتصادي، حيث إن هناك مجالات متعددة وإمكانات متنوعة للتعاون الثنائي الذي لا يخدم البلدين وحسب وإنما دول الجوار أيضاً.

 

وكشفت مصادر مواكبة للزيارة لصحيفة الوطن أنها كانت حافلة سياسياً واقتصادياً، توزعت على لقاء موسع مع قائد الثورة، وآخر مغلق معه بحضور الرئيس الإيراني دام نحو الساعة، ولقاءين موسعين مع الرئيس رئيسي، مؤكدة أن الطرف الإيراني كان مهتماً إلى أقصى الحدود لجعل تلك الزيارة تاريخية في سياق العلاقة بين طهران ودمشق سياسياً واقتصادياً.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=1&id=85223