تحقيقات وتقارير

 ٦ أيار .. عاطلون عن الشهادة


 

خاص ||  الاعلام تايم
 
أنّى تكن ولِّ روحك شطر الشهيد.. ذاك الذي لم يبخل عليك بروحه لأنه مطلَق العطاء دائم البذل والوجود..
 
من قال إن الشهداء يسقطون إنهم ينسكبون كضوء أبيض نحو السماء بعد أن ينثروا عبيرهم فوق الثرى على هيئة دماء حمراء.
 
لا لون يضاهي لون حسنهم وهم الآخذون بأسباب الشهادة عندما دقوا أبواب الحياة بأياديهم المضرجة بالكرامة، قد كانوا منذ الأزل يعتقون الوطن في أفواههم ثم ينطقونه نشيداً عربياً سورياً بعينين خضراوين، والآن هم نجوم السماء تنير درب الخلاص إذا ما ادلهم الليل.
 
يسمعوننا ويروننا بعيني السماء العاليات، ترضيهم المحبة التي غرسوا في ترابنا ورايات الأوطان التي سلموها لمن ينتظر وما بدلوا تبديلاً، حاشا لله أن تختصر دماؤهم في يوم محدود الساعات أو أن تكتب جراحهم بأيدي اللغات، هم الأعلون جاوروا غيماً يسقينا الغيث إذ ينشدون له بعض أناشيد السماء.
 
إن كان لوجودنا الآن سبب فهم أول الأسباب، حاصروا الوقت وقطعوه بسيف تضحيتهم، حتى عبرنا بسفنهم بحر الظلمات، أما نحن - العاطلين عن الشهادة - فإننا ننعم بحياتهم الدنيا لأنهم شهداء لأجلنا، شهداء على خلاصنا وحريتنا، ونحن شهداء على عظمتهم وبذلهم، كما أننا الحاملون رايات نضالهم إلى أبد الآبدين.
Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=85147