الحدث السياسي

دهشة دوليّة من عودة السوريين إلى حمص


الإعلام تايم
اعتبر مسؤولون أوربيون أن الانتصار الذي حققه الجيش العربي السوري في حمص القديمة استراتيجي، ولا يقل اهمية عن انتصاري القصير والقلمون، فقد اسقط خروج المسلحين من حمص القديمة احتمالات الفدرلة او التقسيم التي تحدثت عنها الاوساط الدولية كأحد الخيارات المطروحة لحل الأزمة السورية.
وقال خالد عرار في مقال له في صحيفة "الديار": إنه عندما وصف احد السياسيين اللبنانيين المؤيد للحرب على سورية مدينة حمص بانها «ستالين غراد» لانه مطلع على تفاصيل الحرب على سورية، ويدرك ماذا تحمل حمص من اهمية برسم مستقبل سورية الذي سعت اليه اسرائىل والولايات المتحدة الاميركية ومعها الغرب وبعض العرب، وقبلهم الصهيوني بن غوريون، الذي قال «لكي تحيا اسرائىل يجب العمل على اسقاط كل الدول المحيطة بها من خلال تحويلها الى دويلات طائفية ومذهبية متناحرة فيما بينها.

وأضاف عرار: إنه في ظل هذه الانتصارات استكملت الاستعدادات في المناطق التي تعتبر مضطربة تمهيداً لطرد المسلحين منها بعد ان فقدوا عمقهم الستراتيجي الذي كان يوفر كل وسائل الدعم العسكري، لا سيما في حلب التي أفشلت أكبر هجوم نفذته كل القوى المسلحة في سورية حيث استقدم المسلحين من دير الزور وادلب ومن مناطق بعيدة، كما جرى نقل مسلحين خضعوا لتدريبات نوعية على الاراضي الاردنية الى تركيا بالطائرات وادخالهم الى سورية للمشاركة بهذا الهجوم الذي راهنت على نتائجه كل القوى الدولية المشاركة في الحرب على سورية، وفشل هذ الهجوم دفع بالمسلحين الى قطع مياه الشفة عن احياء حلب التي تقع خارج سيطرة المسلحين.

ولفت إلى ان زوار دمشق اكدوا بحتمية سقوط مدينة حلب كاملة بيد الجيش السوري دون ان يعطي مواعيد، لانه وحسب رأي الكاتب "المعركة مفتوحة ولا ترتبط بموعد الاستحقاق الرئاسي"، وبعيداً عن رمزية حلب الاقتصادية والحضارية، فسقوطها، هو سقوط متدحرج لكل ريفها، اضافة الى ادلب ودير الزور ومناطق اخرى كما حصل في بلدات ومدن القلمون.

وأضاف الكاتب: فيما يخص  جبهة الجنوب والتي يتخوف منها بعض المحللين باعتبارها على تماس مع العدو الاسرائيلي الذي يوفر كل وسائل الدعم للمسلحين ومعالجة الجرحى منهم، اكد مصدر سياسي متابع انها اقل اهمية من كل المناطق الاخرى، لان الملك الاردني عبدالله الثاني ابلغ الولايات المتحدة الاميركية وكل من يعنيهم الامر عدم قدرته على تحمل فتح جبهة الجنوب او توفير ظروف الانتصار فيها لاعتبارات متعددة ابرزها الاوضاع الداخلية الاردنية المضطربة، وترجم الملك الاردني عن رفضه الانخراط في هذه المعمعة او السماح للمسلحين لتحويل الاردن منصة للانطلاق الى سورية بقصفه بعض قوافل المسلحين التي تحاول الدخول من سورية الى الاردن
وخنم الكاتب مقاله بالقول: "نقل زواردمشق دهشة الاوساط الدولية من تدفق السوريين بكثافة الى مدينة حمص ليس لمشاهدة الدمار، انما لتوجيه رسالة لكل المجتمع السوري تحول المزاج الشعبي ورفضه للمسلحين وسياسة تدمير سورية، وهذا ما اعتبرته الاوساط الدولية بمثابة استفتاء على خيارات الشعب السوري، كما استوقف العديد من المراقبين الحضور الكثيف والمتنوع في قداس ام الزنار في حمص القديمة ذات الرمزية المسيحية واتهم المصدر المخابرات الدولية بسرقة ما يسهل حمله من الاثار السورية المهمة، وتدمير ما يصعب نقله، وهذه خطة ممنهجة اتبعها الموساد الاسرائيلي في العراق ظناً منه انه بذلك يمسح الارث الحضاري والعسكري لسورية."
الديار

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=1&id=8511