نافذة على الصحافة

تصعيد تركي كبير


 
من عادات النظام التركي الطعن في التفاهمات والعهود، ويتضح هذا الأمر بشدة في سياسة هذا النظام تجاه البلدان الأخرى وخاصة الدول الجارة، ومن عادات النظام التركي في السنوات الأخيرة محاولته أن يلوي ذراع روسيا بقرار هنا وتصرف أرعن هناك ليجرها إلى تفاهمات ومفاوضات.
 
منذ بدء العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا؛ لا يفوت النظام التركي فرصة للضغط على روسيا من تقييده مرور السفن الحربية الأجنبية من البحر الأسود إلى البحر المتوسط وإغلاق مضيق البوسفور أمام السفن الحربية الروسية، وكان إعلان وزير خارجية النظام التركي إغلاق المجال الجوي أمام الطائرات الروسية العسكرية والمدنية التي تحمل جنوداً والمتوجهة إلى سورية، والذي قال إن الإغلاق جاء بالتشاور بين تركيا وروسيا.
 
الخطوة التركية في التوقيت المثير للاهتمام أثارت الكثير من التساؤلات، وكما أورد موقع قناة العالم فقد تحدث محللون عن مخاوف تركية من أن تبادر روسيا إلى التصعيد شمال غربي سورية لأسباب تتعلق بعمليتها في أوكرانيا، ويقول محللون إن الخطوة التركية الحديثة ستزيد من تعقيد الخدمات اللوجستية لروسيا في سورية.
 
وأورد الموقع قول تشارلز ليستر مدير برنامج سورية في معهد الشرق الأوسط بواشنطن؛ إن طريق الإمداد الجوي الوحيد القابل للتطبيق لموسكو سيكون الآن عبر إيران والعراق، وستظل تركيا منفتحة على الرحلات الجوية التجارية من وإلى روسيا، رافضة اتباع الاتحاد الأوروبي في إغلاق مجالها الجوي أمام الرحلات الجوية الروسية، نظراً إلى أهمية السياح في البلاد على اقتصادها.
 
ونقل الموقع عن آرون شتاين مدير برنامج الشرق الأوسط في معهد أبحاث السياسة الخارجية أن الولايات المتحدة ودولاً أخرى تطلب من تركيا استخدام نفوذها على موسكو في سورية، وزيادة الضغط على بوتين، وأن " أنقرة اتخذت بعد شهرين تقريباً خطوة أخرى للضغط على موسكو في سورية، بسبب أوكرانيا".
 
 
تحاول تركيا كعادتها تحصيل ما تستطيع من المفاوضات مع روسيا لمصلحتها، ويسعى النظام التركي إلى قطف ضوء أخضر لعملية مماثلة لعملية الجيش التركي في شمال العراق ولكن في سورية هذه المرة، فهل تملك تركيا الدوافع الذاتية فعلاً أم أنها حازت شيئاً من أميركا في المقابل؟
 
Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=84979