نافذة على الصحافة

سورية وإيران والكيان الغاصب


في ندوة نظمها معهد واشنطن للشرق الأوسط؛ تندر فاقد الشيء ليعطيه ظناً أن المنطقة بأكملها تسير على هواه ووفق قواعده، لم يكن بيني غانتس حين تحدث عن سورية في تلك الندوة يتحدث بلسان نفسه، بل يظهر سياسة كيان الاحتلال الذي يعتقد أنه مارد المنطقة وسيدها.

 

وزير الحرب في كيان الاحتلال قال إن "أردات سورية استعادة مقعدها في الجامعة العربية، يتعين عليها أن توقف علاقاتها السلبية مع إيران".. صحيفة رأي اليوم علقت في افتتاحيتها على كلام غانتس وقالت إنها قمة الوقاحة والغطرسة والاستفزاز أن يصل الأمر بوزير حرب إسرائيلي إلى درجة تحديد من يعود إلى الجامعة العربية أو يغادرها، وأن يفرض شروطه على سورية الدولة العربية المؤسسة في هذه الجامعة التي يمتد إرثها الحضاري العربي والإسلامي لأكثر من 8000 عام -بينما عمر الكيان 74 عاماً- كانت خلالها عاصمة لأكثر من امبراطورية عظمى، ويخاطبها بمثل هذه اللغة التي تفتقد الى أدنى قواعد الأدب، وتعكس جهلاً بالحاضر والتاريخ معاً.

 


وأضافت الصحيفة: غانتس هذا ينسى أن سورية خاضت حرباً على مدى 11 عاماً وما زالت، لأنها رفضت عروضاً عربية مالية خليجية مغرية جداً تصل إلى عشرات المليارات من الدولارات، مقابل قطع علاقاتها مع إيران، والانضمام إلى الخندق الأمريكي، فهل يعقل أن ترضخ لشروطه ومطالبه هذه بعد أن انتصرت أو أوشكت  على هذه المؤامرة من خلال جيشها العربي، وبعد أن أصبح محور المقاومة الذي تحتل مرتبة عليا فيه قوة إقليمية عظمى تملك ترسانة من الأسلحة المتقدمة؟ تصريحات غانتس المتغطرسة هذه لا تشكل إهانة لسورية، وانما للدول العربية التي تطبع وتنسق أمنياً معه وحكومته، وتنخرط في اتفاقات وصفقات أسلحة تدعم الصناعة العسكرية الإسرائيلية.

 

وختمت الصحيفة: سورية لن تقطع علاقاتها مع إيران التي قدمت الشهداء وقاتلت قواتها جنباً إلى جنب مع الجيش العربي السوري، لإحباط مؤامرة التفتيت والتقسيم، ولن تعود إلى الجامعة العربية إلا بشروطها، وبهدف إعادة الجامعة إلى عروبتها، وتنقيتها من كل الشوائب التي علقت بها طوال السنوات العشر السوداء الماضية من عمر غيابها، فالجامعة العربية هي التي تتشرف بعودة سورية، هذا إذا عادت، وليس العكس.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=84787