نافذة على الصحافة

لا تصدقوا أردوغان


ما زال رئيس النظام التركي يمارس النفاق مع كل الأطراف الإقليمية والدولية، وهو في حقيقته لا يتعدى كونه زعيم مشروع إسرائيلي يستخدم الإخوان المسلمين كأداة إرهابية ضمن مخطط مجهز من قبل المخابرات الإسرائيلية وبدعم من المخابرات الغربية المعادية للعرب، وإردوغان -كما تراه بثينة شعبان المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية في مقال نشره موقع الميادين- مجرد طاغية وعثماني جديد يعيد مسيرة أجداده من سلاطين الظلم والتجهيل، ودوره واضح في التواطؤ مع الصهاينة ضد فلسطين وشعبها سابقاً ولاحقاً، وهو الذي يقوم جيشه باحتلال أجزاء من سورية والعراق، وهو من درب وسلح وأرسل مئات الألوف من الإرهابيين لقتل وتهجير الملايين من السوريين والعراقيين في تناغم لا يطاله الشك مع مخططات الحركة الصهيونية في المنطقة وإلحاق بالغ الأذى بالعرب والوطن العربي تاريخاً وثقافة وحضارة وحاضراً ومستقبلاً.


وقالت شعبان: والغريب أن هناك بعض العرب ما زالوا يصدّقون أكاذيب إردوغان التي تدعي الدفاع عن الإسلام أو التعاضد مع جيرانه العرب تماماً كما صدقوا وتوارثوا الكذبة التاريخية المماثلة أن الاحتلال العثماني للأمة العربية كان فتحاً إسلامياً وخلافة إسلامية، وهناك من يصدّق الدعاية التي تروجها المخابرات التركية بأن السلطان عبد الحميد قد رفض الموافقة على إعطاء أرض فلسطين كوطن قومي لليهود، وكثيرون بين ظهرانينا ما زالوا يؤمنون بصحة ذلك حتى هذا اليوم رغم أن الوقائع التاريخية الدقيقة تثبت أن التواطؤ العثماني كان أساسياً وهاماً في تمكين الصهاينة من الاستيطان في فلسطين.

وأضافت: إن تاريخ الاستعمار العثماني لبلادنا وعداءهم للعرب وأطماعهم بضم أراضينا وتواطؤهم مع الصهاينة للسماح لهم بالهجرة والاستيطان في فلسطين العربية واضح للعيان بشكل يثير الشكوك بأصول حكامهم المشبوهة بينما يحاول عملاؤهم من الإخوان بدفع من المخابرات التركية أن يبرّؤوا العثمانيين من هذه الجريمة التاريخية من خلال تلاعبهم بالفرمانات والسرديات والتصريحات ويعتبر أنموذجاً يتبعه إردوغان منذ توليه الحكم في تركيا وتحركاته البهلوانية من سفينة مرمرة إلى كل التصريحات الكاذبة التي يطلقها دعماً للفلسطينيين بينما تتوطد علاقته المخابراتية والعسكرية والاقتصادية بشكل لا لبس فيه مع الكيان الغاصب ويبلغ حجم تبادله التجاري مع هذا الكيان مليارات الدولارات بينما لم يقدم دعماً واحداً للقضية الفلسطينية العادلة سوى التصريحات الكاذبة والمنافقة والتي تهدف إلى التضليل وذرّ الرماد في العيون، بينما يحتل الأرض العربية في سورية والعراق ويشيد القواعد العسكرية في قطر وغيرها تهديداً للدول العربية وشقاً لصفوفها.

وتابعت المستشارة شعبان: إن احتلال إردوغان لأجزاء من الأراضي السورية والعراقية وتدخله الخبيث في ليبيا واليوم تطاوله بالتدخل في الشأن الداخلي التونسي كما تدخل في الصراع في ناغورني كاراباخ ضد إيران وفي أوكرانيا ضد روسيا، كل هذا كفيل بتعرية نفاقه واتضاح صورته أمام العالم برمته وخاصة أمام العرب في مختلف أقطارهم وأمام الحليف الروسي الذي أسقط عدداً من طائرات بيرقدار التي أرسلها أردوغان إلى حكومة أوكرانيا لقتال روسيا.. إن الله سبحانه وتعالى وضع المنافقين في الدرك الأسفل من النار لأنهم أخطر من الكافرين، وفي كل عقاب يتقدم المنافقون على الكافرين لأنهم الأخطر على حياة البشر وجميع مناحي حياتهم فكيف إذا كانوا قد مردوا على النفاق باسم الإسلام ماضياً وحاضراً وأتقنوا التلاعب بأدواته لتحقيق أهدافهم الخبيثة.
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=84740