مجتمع

‏التقليل من الآخرين أسلوب الضعيفين


خاص || د. خيرية أحمد

 

محاولة التقليل من إنجاز قدم، وانتقاد الشخص دون علمه، والتضخيم في الخطأ الصغير الذي ارتكبه، والميل إلى إظهار عيوبه من قبل أشخاص نتعامل معهم سواء في بيئة العمل أو في البيئة الأكاديمية أو في الحياة اليومية الاجتماعية أصبحت عادة وتقليد لدى البعض ولا يكاد يخلو مجتمع من هذه العادة غير المستحبة، والتي تولد الكثير والكثير من الآثار على الشخص نفسه وعلى الآخر وعلى المجتمع ككل.

 

السؤال الذي يطرح نفسه هل من ينتقص من الآخرين يحاول تغطية عجزه؟ أم أنه يحب الانتقام من كل شخص ناجح؟ أم أنه يحاول أن يخفف من أثر التوتر الناجم عن فشل ما ألم به؟

 

كل هذه الأسئلة تجيب عن أسباب التقليل من الاخرين التي أصبحت ظاهرة وعادة سلبية ومنتشرة بين الناس في اغلب حياتهم وفي الكثير من المواقف، فالغيرة والغرور والانانية والخشية من الشخص الناجح الذي يشكّل عائقا في طريقه، وجروحه الداخليّة التي يحاول ألّا ينظر إليها بتحويل انتباهه نحو الاخر والناتجة عن التنشئة الاجتماعية غير المناسبة، وضعفه الذي يحاول التغطية عليه بإظهار ضعف الاخر، وعدم رضاه عن حياته وقلقه تجاه ذلك الذي يبدو سعيدا فيعكس له صورته هو، كفاشل في الوصول إلى السعادة، واسلوب حياته المليء بالسخرية والاستهتار وعدم أخذ الامور على محمل الجد.. وغيرها من الأسباب التي تكون هذه العادة.

 

التعامل مع من يحاولوا التقليل من شأن الاخر صعب جداً لأنه ينشئ بيئة مليئة بالصراعات وعدم الاحترام وعدم تكافؤ الفرص وعدم النجاح والمشاكل المستمرة، والذي يزيد الطين بله هو وجود العديد من الأشخاص في نفس هذه العادة السبية في نفس البيئة بالتالي استحالة الاستمرار والتعامل محتومة وستكون الخيار الافضل والاصح، وذلك بتغيير المحيط والابتعاد عن السلبيين المسيئين لحفظ الكرامة والتمتع بالصحة النفسية وعدم التأثر بالمحبطين الذين يحاولون خلق جو من اللامبالاة للأهداف الاساسية في الحياة.

 

"تذكر أن التقليل من شأن الآخرين لن يعلو بذاتك" خير مقولة تلخص أنه التقليل من الآخر لن يعود إلا بالسمعة غير المحمودة على الشخص الذي يتبع هذه العادة السلبية أسلوباً في حياته تجاه الاخرين، فحاول أن ترى الاخر كما ترى نفسك، وتعامل معه كما تحب أن يعاملك الآخر.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=13&id=84541