نافذة على الصحافة

زيارة الرئيس الأسد لم تنته في أبو ظبي


توجه جديد يعم قطاعاً واسعاً من الأنظمة الرسمية العربية تجاه سورية، فبقاء العلاقات العربية مع دمشق على حالتها الجامدة لن يقدم شيئاً، ولا يخدم الأمن القومي العربي، بل يخدم أعداء العرب، لكن العائق الذي يحول دون عودة العلاقات العربية مع دمشق -كما رآه الكاتب خميس بن عبيد القطيطي في مقال نشرته صحيفة الوطن العمانية- مرتبط بالعامل الخارجي وتأثيره في الكثير من الدول العربية مع وجود العقوبات الأميركية على سورية المتمثلة في قانون قيصر، وموقف الولايات المتحدة من أي تقارب عربي مع سورية، وهو ما يعرقل أي توجُّه عربي نحو دمشق.


وقال الكاتب: إن زيارة الرئيس بشار الأسد أحدثت اختراقاً كبيراً في حالة الجمود العربي تجاه دمشق، وحققت شيئاً من الانفراج في حالة الجمود العربي، وفتحت الباب أمام بقية الدول العربية لإعادة العلاقات مع الجمهورية العربية السورية إلى سابق عهدها؛ لأن مصلحة العرب تنبع من وجود علاقات عربية إيجابية وتفعيل آليات العمل العربي المشترك بما يحقق آمال وتطلعات الشعوب العربية، ولا شك أن الشعب السوري هو الذي يعاني من بقاء الأوضاع على حالتها في ظل استمرار قانون قيصر الذي يستهدف الشعب السوري مع ابتعاد العرب عن سورية ليضيف ذلك بعدا آخر لهذه الأزمة، وبالتالي من يتحمل المعاناة هم أبناء الشعب السوري، وهذه الحقيقة واضحة لا تحتاج إلى توصيف.



وأضاف الكاتب: اللافت في الزيارة هو مستوى الرد الخليجي الذي بدأ من العاصمة الإماراتية والرسالة القوية التي وجهتها إلى عواصم القرار العالمي باعتبار أن مثل هذه القرارات في دول الخليج اليوم ليست مرتبطة بمواقف الغرب عموماً والولايات المتحدة خصوصاً، وسبقت زيارة الرئيس الأسد إلى الإمارات رسائل خليجية أخرى مثل الإصرار الخليجي على بقاء سقف أوبك في تصدير النفط، وهذه الرسائل كلها تتوازى مع المشهد العالمي، وتؤكد أن التوجُّه الخليجي يتسارع نحو تموضع جديد في خريطة التحالفات العالمية على خلفية ما يحدث من مواجهة بين الشرق والغرب وبداية تشكل نظام عالمي جديد اليوم وتصاعد محور روسيا ـ الصين على حساب المحور الغربي الذي لا يملك إلا أن يراقب المشهد علَّ وعسى أن تحدث معجزة توقف هذا التحوُّل الجيواستراتيجي العالمي.



وختم الكاتب: زيارة الرئيس الأسد لدولة الإمارات لها ما بعدها، وبالتأكيد أن الخطوة الإماراتية تقود نحو مسارات خليجية متقدمة بدأت في مسقط، ولن تنتهي في أبو ظبي، بل سيتبعها انفراج في العلاقات العربية عموماً.

 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=84380