وجهات نظر

الحرب الإسرائيلية بين الحروب في انهيار مستمر وأمن الكيان السيبراني يتهاوى أمام الصفعات الإيرانية


خاص || الإعلام تايم


لم يكد الكيان الصهيوني يستوعب هول الضربة الصاروخية الإيرانية الموجعة التي استهدفت مقراً تجسسيا استراتيجيا للموساد الإسرائيلي في أربيل، حتى تلقى ضربة موجعة من نوع آخر، ربما تساوي الضربة الأولى شدة وأهمية.


" رداً على الجرائم الأخيرة التي ارتكبها الكيان الصهيوني المزيف، حرس الثورة الإسلامي يعلن استهداف مركز استراتيجي للتآمر والشر الصهيوني في أربيل بصواريخ قوية ودقيقة. مرة أخرى نحذر النظام الصهيوني المجرم من أن تكرار أي شر سيواجه ردود فعل قاسية وحاسمة ومدمرة. نؤكد للشعب الإيراني أن أمن واستقرار البلاد هو ‎الخط الأحمر للقوات المسلحة الإيرانية، ولن نسمح لأي أحد بتهديد أمننا."

بيان الحرس الثوري الإيراني في 13 آذار 2022



في مساء اليوم التالي نقلت عدة مواقع خبراً عن شن هجوم إلكتروني واسع النطاق ضد مواقع حكومية إسرائيلية بما في ذلك مواقع وزارة الداخلية والصحة والعدل والرفاهية ومكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي.

أعلنت مجموعة من محترفي القرصنة الإلكترونية باسم "بلاك شادو" مسؤوليتها عن الهجوم السيبراني الذي لم يكن الأول من نوعه، فقد سبقته عدة هجمات إلكترونية كتسريب بيانات من شركات إسرائيلية مختلفة ، مثل تطبيق المواعدة LGBTQ" أتراف" وشركة دان للحافلات وشركة حجز الرحلات Pegasus مساء السبت 31 تشرين الأول 2021.


لكن قد تكون الضربة الأكثر إيلاما حتى الآن في ما نشره موقع "نورنيوز" الإيراني عن نجاح مجموعة "الأيادي المفتوحة" باختراق هاتف زوجة رئيس الموساد الحالي "ديفيد برنيا"، مرفقة الخبر بمقطع فيديو يتضمن بيانات من تم تسريبها من هاتفها الشخصي.

يحتوي الفيديو على مجموعة من الوثائق السرية والمعلومات الشخصية والوثائق المالية لرئيس الموساد "ديفيد بارنيا"، والتي تم تحليلها من قبل العديد من خبراء الأمن التابعين للمجموعة.

 

 

رغم أن أنشطة الفريق تعود إلى عام 2011، إلا أن هذه العملية الاستخبارية تمثل الظهور الأول للمجموعة التي تطلق على نفسها "الأيادي المفتوحة"، وقد نشرت مقطع فيديو قصير لسلسلة من الأفلام الوثائقية المعلوماتية العملية التي تعتبر نتاج عمليات جمع معلومات سرية من أهداف إسرائيلية، بما في ذلك كبار المسؤولين في الأجهزة الأمنية والعسكرية الحساسة الذين يلعبون دوراً هاما في حاضر ومستقبل هذه الأجهزة.

قامت مجموعة "الأيادي المفتوحة" بتشكيل فريق متعدد الجنسيات من الخبراء الأمنيين للسيطرة والإشراف على المؤسسات الإسرائيلية الحساسة والتنبؤ بمستقبل القوة في النظام الصهيوني. وقد خصصت جهدها الاستخباري نحو الفريق الذي يسمونه "قادة المستقبل لإسرائيل"، فقاموا بسلسلة من العمليات الاستخباراتية التركيبية للسيطرة والإشراف على هؤلاء القادة المحتملين للمؤسسات الأمنية العسكرية الإسرائيلية.


الشخص المستهدف في أحدث المعلومات المسربة هو الرئيس الحالي للموساد ديفيد بارنيا، الذي ترأس الموساد في حزيران 2021. وفقًا للفيديو الذي تم إصداره، فإن بداية عملية الإشراف على بارنيا تعود إلى عام 2014، لدى انخراطه في استخبارات الموساد. وفقا لخبراء الفريق، فقد تم استهدافه إلى جانب العديد من كبار مسؤولي الموساد الآخرين في ذلك الوقت، والذين لم يتم الكشف عن أسمائهم، بصفتهم رؤساء محتملين لهذه المنظمة.


وفقاً للبيانات الصادرة، بدأت عملية الإشراف على "بارنيا" من مكتبة في مكان إقامته في هود هاشارون، حيث كان أفراد عائلته يستلمون الكتب شهرياً من هناك. لا يقدم هذا الفيديو مزيدًا من التفاصيل حول كيفية تنفيذ هذا الجزء من العملية. أشار الفريق الاستخباراتي (الأيادي المفتوحة) إلى إشرافه على رحلات بارنيا خارج إسرائيل، وعرض الفريق في هذا الفيديو تذكرة إحدى هذه الرحلات إلى كوبنهاغن، معلنا أن "بارنع" غادر إسرائيل خلال حرب غزة عام 2014، ويؤكد الفريق أيضا أن هذا حدث في العديد من الحروب الإسرائيلية.


كما يعرض جزء آخر من الفيديو صوراً شخصية ومعلومات عن هوية "بارنيا"، والتي تظهر مدى قوة إشراف فريق "الايادي المفتوحة" الإستخباراتي على الحياة الشخصية لـ"بارنيا". و من خلال تقديم مستندات كالإشعار الضريبي الذي يظهر تحذيرات من تأخر زوجة "بارنيا" عن تسديد الضرائب ، حيث ذكر خبير أمني في هذا الفيديو أن "بارنيا" استخدم زوجته للتهرب الضريبي.


يبدو أن المعلومات التي نشرتها هذه المجموعة ليست سوى جزء من مجموعة البيانات الكبيرة التي يمتلكها هذا الفريق الاستخباري عن المسؤولين الأمنيين والعسكريين للكيان الصهيوني.

البرنامج الرئيسي لهذه المجموعة هو نشر بيانات انتقائية من كبار المسؤولين الصهاينة، والتي قد وفّرها الفريق من خلال عمليات تركيبية لجمع المعلومات الاستخبارية خلال فترة نشاطه الطويلة.

فيما ينشغل العالم بحروب الدبابات و الصواريخ، تدور في الخفاء حروب حقيقية بين قوى عظمى لا تقل أهمية عن حروب الرصاص. هجمات إلكترونية متبادلة بين الصين والولايات المتحدة، بين روسيا وأوكرانيا، بين إيران وإسرائيل، بين الشرق والغرب.


في عالم جديد ينبثق من أزمات اليوم، قد تصبح التكنولوجيا الرقمية سلاح الغد الأقوى وقد تنتقل الحروب السيبرانية من خلف الكواليس لتتصدر المشهد أمام الستارة. و يبدو أن إيران قد حجزت لنفسها مقعداً متصدرا منذ مدة طويلة.

 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=84265