نافذة على الصحافة

واشنطن تقاتل موسكو في سورية


 

محاولات حثيثة بدأتها الولايات المتحدة الأمريكية لتسخير الساحة السورية لصالح صراعها مع روسيا، تحدثت عنها صحيفة الأخبار اللبنانية، وأكدت أن واشنطن إذ تستهدف من خلال ذلك الالتفاف على الجهود الروسية للتحكّم بمسار التسوية مع ميليشيا قسد التابعة للاحتلال الأمريكي، فإن الميليشيا سرعان ما استجابت للجهود الأميركية، وعادت إلى تفعيل خطابها التصعيدي السابق، في انتظار إنفاذ الوعود الأميركية.

 

وصعدت واشنطن من حدة تصريحاتها ضد دمشق في وقت كثفت لقاءاتها مع مسؤولين من ميليشيا قسد لمناقشة سبل "استثمار" الاستثناءات التي ستمنحها لمناطق خارجة عن سيطرة الحكومة السورية من قانون العقوبات (قيصر)، على أن لا تشمل منطقتَي إدلب وعفرين.

 

وبحسب الصحيفة؛ رسمت هذه اللقاءات -في محاولة واضحة لإحداث خرق في الأوضاع الراهنة- خريطة طريق تسعى من خلالها إلى نقل ميليشيا قسد بشكل تدريجي إلى خانة ما سمته الصحيفة "المعارضة"، الأمر الذي يبدو أن الهدف منه إعطاء زخم أكبر لها، واللافت في الجهود الأميركية الجديدة، بالإضافة إلى تزامنها مع التوتر الروسي - الأميركي على خلفية العملية الروسية في أوكرانيا، اشتمالها مسارات متعدّدة، حيث شاركت في اللقاءات الأخيرة وفود من أجهزة أميركية مختلفة (البنتاغون، البيت الأبيض، الخارجية، وكالة المخابرات المركزية). وتَرافق ذلك مع إرسال تعزيزات عسكرية إلى بعض المناطق التي تستولي عليها ميليشيا "قسد".


وتابعت الصحيفة: آخر اللقاءات بين مسؤولين من الولايات المتحدة وميليشيا قسد عُقد يوم الاثنين الماضي، بحضور نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي إيثان غولدريتش، ونائبة مساعد وزيرة الخارجية لشؤون إيران والعراق جينيفر جافيتو، ومديرة شؤون العراق وسورية في مجلس الأمن القومي الأميركي زهرة بيل.


وبينما ذكرت الخارجية الأميركية أن النقاش دار حول الأوضاع الاقتصادية للمناطق التي تستولي عليها قسد، والآليات التي يمكن من خلالها استغلال استثناءات قيصر، تمحورت الاجتماعات -بحسب مصادر الصحيفة- حول محاولة تقليص الدور الروسي في مناطق تستولي عليها ميليشيا قسد، عن طريق إيجاد سبل تنموية وطرق مستقرّة لإيصال المساعدات إلى تلك المناطق.


وأكدت الصحيفة أن الجهود الأميركية الجديدة تأتي لخلق حالة عدم توازن في سورية، عن طريق محاولة إنعاش المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة، وزيادة الضغوط على دمشق، في سياق احتدام الصراع الروسي - الأميركي من جهة، وكجزء من سياسة الرئيس الأميركي جو بايدن الذي أعاد الاهتمام بالقضية السورية، على عكس سابقه دونالد ترامب الذي أبدى تردُّداً أدّى إلى تراجع الحضور الأميركي في سورية، من جهة أخرى.


وختمت الصحيفة: يمكن لما سبق أن يفسر محاولات ميليشيا "قسد" منع إتمام المصالحات التي تعمل عليها الحكومة السورية في المناطق التي تستولي عليها الميليشيا، وملاحقة من يشارك فيها، وحملة الاعتقالات الواسعة التي شنتها أخيراً ضد هؤلاء.


 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=84195