نافذة على الصحافة

شراكة روسية صينية في وجه الغرب





"راسخة ومتينة كالصخر" لم تفاجئ كلمات وزير الخارجية الصيني وانغ يي الذي وصف بها علاقة بلاده مع روسيا المسؤولين الأمريكيين، وترى صحيفة الأخبار اللبنانية أن هذا الوصف أتى كردٍّ غير مباشر على التحذيرات المبطّنة التي وجهها له نظيره الأمريكي في مكالمة هاتفية بينهما عندما أعلمه بأنّ "العالم يراقب الدول التي تدافع عن مبادئ الحرية وتقرير المصير والسيادة".


وقالت الصحيفة إنه وبعد حشد القوات الروسية على حدود أوكرانيا، ولكن قبل بدء العملية هذا البلد، أعلن الرئيسان الروسي والصيني خلال مشاركة الأول في افتتاح أولمبياد بكين عن (صداقة بلا حدود) بين بلديهما، من خلال بيان مشترك أتى ليفسّر ويسوّغ الانتقال إلى مستوى عالٍ من الشراكة، وعددٌ كبير من المعلّقين الغربيين مقتنعون بأن فلاديمير بوتين لم يكتفِ بإطلاع نظيره الصيني على نواياه تجاه أوكرانيا، بل حتى قام بتأجيل موعد العملية العسكرية إلى ما بعد الأولمبياد.


وأكدت الصحيفة أن توقيت هذا البيان - المنعطف بالنسبة للرئيسين لم يكن مصادفة، ولا ريب في أن بوتين قد ضمن دعم صديقه الصيني، قبل الدخول في حرب بالوكالة مع حلف الناتو، وأن الأخير عبر الموافقة على إصدار مثل هذا البيان في أوج الأزمة مع أوكرانيا، وتوالي الاتهامات الغربية لروسيا بالتحضير لتدخّل عسكري، قد قدّم مثل هذا الدعم.

وأضافت الصحيفة: التقدير السائد في موسكو، وعلى الأغلب أيضاً في بكين، لموازين القوى الإجمالية السياسية والعسكرية، هو أنّها تَرجح لغير صالح التحالف الغربي.. صحيح أن الأخير مدّ، وما زال يمدّ، الأوكرانيين بأسلحة متطوّرة مضادة للدروع والمروحيّات والطائرات، مكّنتهم من القتال الاعتراضي ضدّ القوات الروسية، غير أن الأخيرة هي التي تتقدّم في الميدان، وتضيّق الخناق على المدن الرئيسة في الشرق والجنوب، ونجحت أيضاً في تدمير القسم الأكبر من البنية التحتية العسكرية الأوكرانية، بما فيها مختبرات الأسلحة البيولوجية التي أنشأتها الولايات المتحدة، وكذلك المطارات المستخدمة لإرسال السلاح إليها من قبل القوى الغربية.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=84192