نافذة على الصحافة

طوق نجاة موسكو


 
 
معلومات استخبارية تثير قلق واشنطن تفيد بأن الرئيس بوتين طلب من حلفائه الصينيين مساعدات عسكرية واقتصادية تحدث عنها عبد الباري عطوان في صحيفة رأي اليوم، وأكد أن رد الصينيين جاء إيجابياً، ولو بشكل جزئي على الأقل، وربما هذا ما يفسر تهديد إدارة بايدن بفرض عقوبات شرسة على الصين، قد تطال ترليوني دولار من استثماراتها في السندات الحكومية الأمريكية، إضافة إلى امتلاك أسهم في العديد من الشركات الأمريكية الكبرى، وإغلاق السوق الأمريكية الكبرى أمام صادراتها.
 
وأكد عطوان أن الصين رفضت كل الضغوط والتهديدات الأمريكية لمنعها من تقديم طوق النجاة لموسكو، ودعم اقتصادها لإبطال مفعول العقوبات الأمريكية، وعبرت عن هذا الموقف برفض إدانة الاجتياح الروسي لأوكرانيا، ودعم مشروع قرار أمريكي في الأمم المتحدة لهذا الغرض، فإذا كانت دول أعضاء في حلف الناتو مثل ألمانيا وفرنسا رفضت المشاركة في العقوبات الأمريكية بحظر الغاز والنفط الروسيين، وطرد روسيا من نظام سويفت المالي الغربي، فلماذا لا تعارض الصين بقوة هذه العقوبات التي ترفضها من حيث المبدأ من الأساس سواءً ضد روسيا أو أي دولة أخرى، وهي التي اكتوت من نيرانها؟
 
يتابع الكاتب: الرئيس بايدن الذي يعيش حالة من الارتباك غير مسبوقة، أوفد جيك سوليفان مستشاره للأمن القومي إلى روما يوم الثلاثاء للقاء المبعوث الصيني يانغ جيستي عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الحاكم المكلف بالشؤون الدبلوماسية (عدد أعضاء المكتب 25 عضواً)، وبعد ست ساعات من الاجتماع المكثف وجهاً لوجه لم يتم التوصل إلى أي اتفاق، وصدر في الختام بيان إنشائي يصف المحادثات بأنها كانت "بناءة" ويجب استمرارها، وهذا يعني باللغة غير الدبلوماسية "الفشل الكامل".. والأهم من ذلك أن المبعوث الصيني استغل هذا الاجتماع للتعبير عن رفض حكومته دعم الولايات المتحدة الأمريكية لتايوان الذي وصفه بأنه يشكل انتهاكاً للسيادة ووحدة الأراضي الصينية، مثلما احتج على حملات التشويه والابتزاز التي تتعرض لها بلاده، ووصف مصدر دبلوماسي أمريكي أجواء الاجتماع بأنها كانت متوترة، واتسم النقاش بالحدة بين الجانبين في مُعظم مراحله.


وختم الكاتب: لا نعرف لماذا تتوقع أمريكا أن تقف الصين في خندق عقوباتها لروسيا ولا تقف في خندق الأخيرة في مواجهتها، فماذا قدمت أمريكا للصين غير التهديد والعقوبات، ودعم خصومها، وتحشيدهم ضدها في شرق آسيا، وانتهاك سيادتها في بحر الصين، وإرسال الأساطيل والفرقاطات البحرية لاستفزازها.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=84150