نافذة على الصحافة

الصين بين جدارين


تدرك واشنطن أن الموقف الصيني مما يجري في أوكرانيا يحدد المدى الذي يمكن أن تبلغه الحرب، كما يحدد حجم موازين القوى العالمية المنخرطة فيه، والشكل الذي يمكن أن تتخذه، وتعمد الولايات المتحدة الأمريكية إلى مواصلة توجيه رسائل واضحة إلى الصين، مفادها بحسب صحيفة الخليج أن بكين ستواجه تبعات قاسية إذا ساعدت روسيا في قضية أوكرانيا.
 
 
الصحيفة تحدثت عن الاجتماع الذي جرى بين مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان ومسؤول السياسة الخارجية الصيني يانغ جيتشي في روما، وقالت إنه ليس مجرد لقاء عابر، بل يدخل في صلب الحرب الأوكرانية والصراع بين روسيا والدول الغربية، وخصوصاً الولايات المتحدة.
 
 
وقالت الصحيفة إن هذا التحذير الذي سبق الاجتماع الصيني الأمريكي يمكن وصفه بمثابة مدخل للمحادثات الثنائية، لأن من المهم لواشنطن أن تضمن موقفاً صينياً غير مؤيد لروسيا على الأقل، لأن مبادرة بكين إلى دعم موسكو قد يقلب موازين القوى، ويدخل الصين طرفاً في الصراع ما قد يؤدي إلى توسيع رقعته، ويحبط الجهود الغربية والأمريكية لمحاصرة روسيا اقتصادياً وتصعيب عملياتها العسكرية في أوكرانيا. 
 
وأضافت: لقد سعت الصين حتى الآن إلى تقديم نفسها على أنها محايدة إزاء الصراع الحالي، لكنها لم تستنكر الهجوم، وأكدت أنها تتفهم المخاوف الأمنية الروسية، بما يعنيه ذلك من توسع حلف الأطلسي شرقاً. لكنها أكدت من جهة ثانية احترامها لسيادة الدول على أراضيها، ومن الواضح أن بكين تسعى إلى لعب دور الوسيط بين طرفي الصراع، فهي ترتبط بعلاقات استراتيجية مع الحليف الروسي وهو جزء من صراع الدولتين مع الولايات المتحدة على النظام الدولي، لكنها في الوقت نفسه تحاول تجنب العوامل غير المتوقعة التي قد تؤدي إلى تدهور علاقاتها المتنامية مع الدول الأوروبية، والسعي إلى تجنيب الشركات والمؤسسات المالية الصينية الكبرى تأثير العقوبات. لذلك قد تلجأ بكين إلى تطوير آليات جديدة كالتي جرى اختبارها في العلاقات مع إيران. 
 
وختمت الصحيفة: الصين ليست في موقف مثالي تجاه الحرب في أوكرانيا، فهناك ما يشبه التكامل الاقتصادين الروسي والصيني، ومن مصلحة بكين المحافظة على عدم انهيار الاقتصاد الروسي، خوفاً من أن تستدير واشنطن في وقت لاحق لإضعاف الاقتصاد الصيني.
Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=84111