الإعلام تايم|| د.خيرية أحمد

هي قضية ليست بالقديمة ولا الحديثة، وهمّ ليس لفرد إنما لمجتمع بأكمله، ومطلب ليس للمتعلم فقط انما لغير المتعلم أيضاً، وحاجة ليست ترفيهية إنما حياتية، الشباب ينادون ويسعون لها ويبذلون ما بوسعهم للحصول عليها، وقد يخطئون أحياناً في اختيارها بالطريقة المناسبة لحاجة أو لوضع معيشي، وما أن يحصلوا عليها يحدث العديد والعديد من المواقف التي تحول دون متابعتهم فيها.

الكلام يطول ويطول عن "فرصة العمل" المناسبة منها وغير المناسبة التي ينتج عنها أما النجاح والتألق أو التسرب.

وما يعُد مشكلة سواءً في القطاع العام أو الخاص هو "تسرب الموظفين" الذي يواجه المجتمع، وقد يكون هذا التسرب بالاستقالة من العمل أو التقاعد المبكر، ويعتبر هذا هدر كبير للموارد، وكثيرا ما نسمع بأن فلان ترك العمل بسبب تعسف الإدارة أو بسبب البيئة الوظيفية غير الجيدة أو بسبب عدم وجود إجراءات وسياسات في العمل، فهل للمدير دور مباشر في هذا التسرب، أم أن هناك أسباب أخرى مباشرة وراء هذا التسرب؟

البعض ارجع الأسباب إلى اجراءات المؤسسة وبيئتها، والاخر إلى الإدارة والزملاء، ومن أسباب التسرب الوظيفي الأكثر انتشاراً:

* عدم الشعور بالراحة والاطمئنان النفسي، والافتقار إلى أدنى درجات الأمن الوظيفي.

* قلة الاحترام والتقدير سواء من المدراء أو الزملاء، و التمييز في العمل وعدم المساواة وانعدام الشفافية.

* بيئة العمل غير جيدة مليئة بالصراعات وخلق المشاكل والغيبة والنميمية والقيل والقال، والتعامل مع مدراء غير جديين وزملاء غير ملتزمين.

* تسلط المدراء، وقراراتهم التعسفية، والتعامل مع الموظف على أنه آلة تنفيذ لأجندة محددة، والاهمال المتعمد.

* تكليف الموظف بمهام أقل أهمية من مستواه العلمي وبغير اختصاصه، وبالتالي شعوره بأن وظيفته لا تحقق أهدافه.

* التوقعات والخطط لا تنسجم مع الواقع والضغط على الموظف فقط.

* ضعف الراتب وعدم التناسب بين ما يقدمونه وما يأخذونه، وعدم وجود الحوافز التشجيعية.

* بخس حقوق الموظفين في مستحقاتهم المالية والتأخير عليهم في وقت الرواتب.

* عدم تطبيق المعايير المنطقية للترقية والتقدم الوظيفي.

* وجود عروض مغرية من جهات أخرى.

وتبقى "فرصة العمل" الشغل الشاغل للشباب بكل ما فيها من شروط تناسب أو لا تناسب، والشغف الذي يحول دون الاختيار السليم الأمر الذي يؤدي الى المعاناة والتسرب.

كل ذلك يحتاج إلى التأني والدراسة لما قد سيأتي من انجازات أو متاعب في الحاضر القريب والمستقبل البعيد.