وجهات نظر

بانتظار نضوج الموقف الصيني..عسكرة أوروبا واللحظة الحرجة!

أحمد ضوا


تدفع الولايات المتحدة الأميركية الأوضاع العالمية بشكل عام وحول أوكرانيا بشكل خاص نحو مزيد من التصعيد الذي يصّعب تقدير مخاطرة على البشرية من جميع الأوجه وتعكس معارضتها لاجتماع بين وزيري خارجية روسيا واكرانيا على هامش منتدى "أنطاليا" ونقل طائرات من بولندا الى الداخل الاوكراني توجها خطيرا يستدعي يقظة دولية تحول دون نشوب حروب جديدة مباشرة أو بالوكالة.

إن القرارات والعقوبات التي تصدرها العواصم الغربية وفي مقدمتها واشنطن ضد الدول التي ترفض الخضوع لسياساتها قد تؤدي في لحظة حرجة إلى انهيار ما تبقى من قنوات الحوار بين صناع القرار الدولي، كما يسهم الاعلام الغربي المتخم بالمعلومات المضللة والاكاذيب والقصص الزائفة عن العملية الروسية إلى تنامي العنصرية في المجتمعات الغربية ضد الشعوب الأخرى وهو ما بات يشكل خطراً أوسع على العالم.

خلال أسبوع فقط من التحرك الروسي لحماية سكان دونباس تبخرت كل شعارات (العالم الحر!!!!) عن التجارة الحرة والأسواق الحرة والآراء الحرة والاعلام الحر والتعاون الدولي ومناهضة العنصرية والتمييز والهدف شيطنة روسيا الاتحادية وهزيمتها دون اكتراث من العواصم الغربية بمصالح الدول والشعوب الأخرى التي لا صلة لها بالصراع بين القوتين.

بالأمس أقر مجلس النواب الأمريكي ميزانية الحكومة الفدرالية والتي احتوت على تمويل ضخم تجاوز 14 مليار دولار تحت عنوان (مساعدة أوكرانيا) والحقيقة أن هذا المبلغ سيستخدم لتحويل أوكرانيا إلى ساحة حرب مفتوحة ترتفع يوميا مستويات تمدد نيرانها المستعرة الى العمق الأوروبي حيث الحكومات الأوروبية تعاني من الهيمنة الأميركية التي استغلت الازمة الأوكرانية لتحويل أوروبا القديمة الى جبهة حرب مفتوحة ضدا روسيا على حساب دولها وشعوبها التي بدأت تدفع ثمن الإجراءات الاقتصادية على الشعب الروسي.

يخطئ من يعتقد أن واشنطن تفكر بالشعب الأوكراني أو معاناته الإنسانية وما يؤكد ذلك أن النسبة الاكبر من التمويل مخصص لمد المتطرفين القوميين الاوكرانيين بالأسلحة ولنشر قوات عسكرية في أوروبا ولدعم الدول التي استقبلت لاجئين اوكرانيين بقميه 12 مليار دولار.

تدفع واشنطن الدول الغربية الى مشاركتها في حربها المتعددة الاشكال الهادفة الى تحييد روسيا الاتحادية أو تفكيكها الى دويلات ضعيفة وحتى الان ما زالت بعض الدول الأوروبية تقاوم الضغوط الأميركية ولكن احتمالات زوال هذه المقاومة قائمة بنسب مرتفعة في ظل الخسائر التي بدأت تتكبدها الدول الأوروبية جراء القرارات الأميركية ودفع وزارة الدفاع الأميركية بالمزيد من القوات العسكرية الأميركية الى القواعد الأميركية في أوروبا الغربية.

إن وقف التصعيد الأميركي تجاه روسيا الاتحادية ودفع واشنطن إلى إعادة النظر بحساباتها يتوقف على اتخاذ الدول الصاعدة كالصين والهند والتجمعات السياسية والاقتصادية الأخرى إلى اتخاذ خطوات اوضح ضد التوجه العدوان الغربي والاطلسي ضد روسيا الاتحادية تفاديا لمنع تدهور الأوضاع إلى حرب تطول أمنها القومي ومصالحها التي بدأت تتضرر جراء توجه الإدارة الأميركية لتوظيف الازمة الأوكرانية لتنحية روسيا الاتحادية عن ساحة القرار الدولي.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=84031