خاص|| الإعلام تايم يمر العالم اليوم بمخاض قاس سينتج عنه مولودين يحملان تركة آبائهما شرقاً وغرباً.
فبدلا من محاولة إيجاد تفاهم مع روسيا والصين، تصر الولايات المتحدة على نهج المواجهة الذي تكرّس مؤخرا بخرق تفاهمها الشفوي مع روسيا على لسان جورج بوش الأب والرئيس غورباتشوف بعدم تمدد حلف شمال الاطلسي باتجاه روسيا، او دول الاتحاد السوفياتي سابقا، مقابل حل حلف وارسو وانهاء الحرب الباردة بين البلدين. دفع هذا النهج روسيا لإنشاء تحالفات سياسية وعسكرية جديدة للنهوض بمحور الشرق مقابل الغرب مجددا، فالصين وإيران وسورية ضمن دول أخرى لا تمثل مجرد مصالح دول وإنما نهوضا حتميا لمحور كامل، وهذا الصراع الحالي الذي سيغير وجه العالم ما هو إلا نتيجة تراكمات عنجهية الغرب في السنوات السابقة.
في خضم ما يجري من أحداث في العالم وخاصة أوكرانيا والهيستيريا الغربية، لابد من المرور على التطورات التي أدت وستؤدي إلى تغيير استراتيجي في منطقتنا..
لم يكن هذا العدوان جديدا بحد ذاته ولكن تحليل مجرياته يرينا تغيرا في الوضع السياسي والعسكري في المنطقة، ينافي ما يجاهر به الإعلام الإسرائيلي ويوضح انحسار القدرة العسكرية الاسرائيلية وخطورة الوضع الذي وصلت إليه، فبمراجعة النشاط الجوي الإسرائيلي الذي سبق العدوان نجد أن سرب "نحشون 122" المتخصص بالإنذار المبكر والتحكم الجوي قام بعدة طلعات جوية لسطع جنوب و وسط سورية ثم أخفى نشاطه بشكل كامل باستثناء طائرة "أورون" التي تعد أكثر الطائرات الاستخباراتية تقدمًا من نوعها في الوقت الحالي والتي كانت تقوم بطلعة اختبارية حينها، وهو نشاط يتكرر قبل أي اعتداء اسرائيلي.
ما حدث هذه المرة أن الرد السريع والدقيق للدفاعات الجوية السورية أحبط الهجوم الأول، فأسقطت منظومات Pantsir و BUK-M2 الصواريخ التي أطلقتها 4 مقاتلات إسرائيلية تكتيكية F-16، كما أن كثافة صواريخ ال S-200 (المعدلة من قبل البحوث العلمية السورية) أجبرت الطيارين الإسرائيليين على الانسحاب باتجاه البحر والداخل الفلسطيني وأربكت منظومة القبة الحديدية، وقد دوت صافرات الإنذار وسمعت عدة انفجارات من وادي عربة جنوبا وحتى شمال فلسطين المحتلة حيث تسبب أحد الصواريخ باندلاع حريق بالقرب من مستوطنة "شوماش" وقرية برقة في نابلس، حسب ما أورد موقع "الجرمق الاخباري الفلسطيني" نقلا عن مصادر إسرائيلية.
مع فشل موجة الصواريخ الأولى وعدم قدرة الطيران الإسرائيلي على توجيه ضربة ثانية اضطر الكيان لاستكمال هجومه بإطلاق 10 صواريخ أرض-أرض من هضبة الجولان المحتل استهدفت مطار دمشق الدولي ومطار الضمير العسكري وبطاريات للدفاع جوي ومركز للبحوث العلمية في "جمرايا" شمال غرب دمشق والذي يعد من أهم مراكز تطوير القدرات الصاروخية السورية وزيادة دقتها. تمكنت الدفاعات الجوية السورية من اسقاط 80% من الصواريخ المعادية على محاور طريق مطار دمشق الدولي، و أوتستراد دمشق درعا، ومحيط الديماس وجمرايا وحرستا وقدسيا، إلا أن بعضها أصاب رادار الاشتباك والتوجيه لإحدى منظومات S-200 ومنصة إطلاق قرب قاعدة الضمير الجوية إضافة لتدمير مستودعين للذخيرة غرب مجمع البحوث العلمية وإصابة أحد المستودعات بأضرار بالغة بحسب ما أظهرته صور الأقمار الصناعية.
في ليلة 16 شباط سبق العـدوان الإسرائيلي على سوريا طلعة جوية لمقاتلات إسرائيلية اخترقت أجواء لبنان لبضع دقائق فقط دون إطلاق صواريخ من فوق لبنان خوفا من استفزاز صواريخ S-200 التي اخترقت نظام القبة الحديدة اربع مرات خلال أقل من عامين، إضافة لمحاولتها تحديد مواقع بطاريات الدفاع الجوي السوري المتحركة Pantsir و BUK-M2، ومرة أخرى أطلق الكيان صواريخ Extra أرض-أرض عيار 306mm، مستهدفا موقعا جنوب مدينة دمشق.
حزب الله .. في 25/08/2019، قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، "انتهى الزمن الذي تأتي فيه طائرة اسرائيلية تقصف في لبنان ويبقى الكيان آمناً...من الان وصاعداً سنواجه المسيرات الاسرائيلية في سماء لبنان وسنعمل على اسقاطها وليأخذ الإسرائيلي علماً بذلك".
بعد تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية على سورية في آخر 2021 بمعدل غارة كل اسبوع أو اسبوعين، توقفت الاعتداءات من 27 كانون الأول إلى 30 كانون الثاني لكن النشاط الجوي المريب للكيان لم يتوقف، فقد سجل ناشطون خلال هذه الفترة عدة طلعات جوية للطيران الحربي فوق لبنان دون وقوع أي عدوان.
وبعكس ما يظن البعض، فلم تكن الطائرات الاسرائيلية تتراجع في اللحظات الأخيرة إنما كانت تبحث عن شيء في لبنان نفسه. فبالإضافة لتسريب المخابرات الأمريكية لمعلومات عن حصول حزب الله على منظومات بافار - 373 إيرانية الصنع ومنظومة بانتسير روسية الصنع، وصلت للمخابرات الإسرائيلية معلومات أن أسلحة نوعية قد وصلت بالفعل إلى لبنان من سورية عبر الأنفاق وهو ما أثار مخاوفا في أوساط القيادة الإسرائيلية.
ما أشار حقا للتغيير الاستراتيجي هو رد السيد حسن نصرالله في مقابلة مع قناة العالم في 08-02-2022 عن سؤال حول امتلاك المقاومة لمنظومات دفاع جوي روسية إس أي 8 و إس أي 17 بحسب ما أوردته شعبة المعلومات في أركان الجيش الإسرائيلي، "كل شيء وارد.. كل شيء ممكن.. كل شيء محتمل.. في نهاية المطاف المقاومة تعتبر أنها معنية بأن تمتلك أي سلاح يمكنها من الدفاع عن هذا البلد وهذا الشعب في مواجهة الإسرائيلي. " مؤكدا "أن هناك بالتأكيد أمور مخبأة لمفاجأة العدو في أي حرب قادمة".
ثم جاءت عملية المسيرة "حسان" بكل تفاصيلها لتؤكد كل ما سبق، وتظهر الضعف الإسرائيلي وتراجع القدرة العسكرية الدفاعية للكيان خاصة بعد ما قاله السيد حسن نصر الله عن قدرة المقاومة على تحويل آلاف الصواريخ إلى صواريخ دقيقة وقدرتها على صناعة الطائرات المسيرة.
لكي لا ننسى..
استنتاجات..
إن الاعتراف اليمني الفوري باستقلال الجمهوريات سيسلط الضوء على قوة العلاقة مع روسيا وهو ما سيؤثر سلبا على العلاقات الروسية مع الأنظمة الخليجية التي ستجد نفسها قريبا أمام خيارات صعبة أيضا، فاستمرارها بعدوانها على اليمن لن يفضي إلا إلى هزيمة حتمية وخسائر ضخمة على الصعيد الاستراتيجي منها خسارة مضيق باب المندب بشكل نهائي لصالح المقاومة اليمينة، كما أن وقف العدوان سيؤدي إلى نفس النتيجة ولكن مع خسائر أقل على المستوى العسكري، وهو ما سيؤثر بودره على عملية التطبيع مع الكيان الصهيوني. قد تكون الامارات التي تؤكد على "متانة العلاقات الاستراتيجية مع روسيا" أول الناجين من عاصفة التغيير بحفاظها على علاقات دبلوماسية مع الجميع لتصبح مفتاح الحل في صراعات دول الخليج وما يرتبط بها من صراعات أخرى في المنطقة. |
||||||||
|