خوف يغزو عقل العالم؛ هل نحن أمام حرب عالمية ثالثة؟ يجيب عبد الباري عطوان عن السؤال في صحيفة رأي اليوم، ويرى أن موعد اشتعال الحرب العالمية الثالثة يتوقف على أمرين أساسيين؛ الأول: هو رد الفعل الأمريكي الغربي على دخول القوات الروسية إلى قلب العاصمة كييف، والثاني: صمود أو سرعة انهيار الاقتصاد الروسي، فإذا صمد هذا الاقتصاد في وجه العقوبات، فإن احتمالات الحرب ستتراجع، أما إذا لم يصمد، وانهار بسرعة، فإن هذه الحرب ستكون وشيكة وربما قبل حلول الصيف المقبل.
ويتابع الكاتب: لا يمكن أن يقف الرئيس بوتين مكتوف الأيدي أمام هذا الانهيار، لأنه يعتقد أن زوال روسيا كقوة عظمى وجوع شعبها، يعني زوال العالم الغربي كله أيضاً، حسب تسريبات من مصادر مقربة منه.
ويضيف: الخاسر الأكبر في هذه الحرب، سواء أكانت ضيقة أم كانت موسعة، هي القارة الأوروبية التي استمتعت بالأمن والاستقرار والرخاء الاقتصادي طوال الثمانين عاماً الماضية، فأمريكا بعيدة (خمسة آلاف ميل)، وخسارتها أقل، إلا إذا لجأ بوتين إلى الصواريخ الباليستية بالرؤوس النووية الأسرع من الصوت، وقرر الضغط على الزر النووي كحل أخير.
وختم بالقول: مشكلة الغرب، والقيادة الأمريكية تحديداً تكمن في تعاملها مع روسيا بوتين بالطريقة نفسها التي تعاملت بها مع روسيا يلتسين، وروسيا غورباتشوف، أي بطريقة فوقية دونية استفزازية مهينة، اعتقاداً بأنها لا يمكن أن تخوض حرباً كبرى، عالمية أو حتى إقليمية محدودة، ولهذا رفضت كلياً التجاوب مع مخاوفها الأمنية، وعدم توسيع حلف الناتو وضم الجمهوريات السوفيتية السابقة (عددها 15).. عندما يسود العناد جميع الأطراف المتورطة في التوتر العسكري الحالي، وترفض تقديم التنازلات لخصمها، والروسي في هذه الحالة، فإن خيار الانفجار العسكري سيتقدم ويسود في النهاية، وهذا ما قد يحدث للأسف.