وجهات نظر

"يوم التأسيس".. نبؤة لولادة "المملكة السلمانية"


خاص الإعلام تايم


أثار احتفال السعوديون بـ"يوم التأسيس" جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب تجاوزات واختلاط وتحرش بين المحتفلين، كانت تعده سلطات المملكة الدينية خطاً أحمراً.


وتداول ناشطون عبر التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو تعكس كيف تم الاحتفال بهذا اليوم الذي تم إقراره لأول مرة، حيث أظهرت المقاطع اختلاط النساء بالرجال وحركات تحرش ومشاجرات، وصل بها الحد للتضارب بالسيوف.
ورأى السعوديون أن اختيار التاريخ يجسد مساعي السلطات "للانسلاخ عن موروث ديني يحظى باحترام أغلبية السكان".


واعتبر آخرون أن المناسبة فرصة لتوجيه سهام النقد لما وصفوه "بممارسات سلبية شابت تأسيس المملكة".


وكان الملك السعودي أصدر أمراً ملكياً الشهر الماضي، يقضي باعتبار 22 شباط "يوم التأسيس" احتفالا بتأسيس "الدولة السعودية الأولى" قبل ثلاثة قرون.


مغردون تويتريون يرون أن ماجرى في "يوم التأسيس" من أحداث غيض من فيض الفجور الذي تسعى هيئة ترفيه محمد بن سلمان لنشره بغية إنتاج جيل مشوَّه فكريًا وأخلاقيًا.


وفي تقرير لصحيفة "رأي اليوم" اللندنية قالت احتفال السعودية بما أسمته "يوم التأسيس" يتضمّن رسائل سياسيّة وتاريخيّة، لافتة إلى القاسم المشترك بين مؤسس الدولة السعودية الأولى محمد بن سعود، ومُؤسّس "الدولة السعوديّة الرابعة" محمد بن سلمان.


ويأتي الاحتفال في هذا اليوم رغم تحريم رجال الدين أتباع وأحفاد الشيخ محمد بن عبد الوهاب، الاحتفال بغير أعياد المُسلمين، الفطر، والأضحى، ويبدو أن ابن سلمان لم يعد بحاجة للرابطة مع هؤلاء الذيت يعتبرون أنفسهم شركاء في تأسيس الدولة السعودية الثالثة، وعلى لسان مقربين منه يعلن أن الوهابيّة قد انتهت.


رسالة ابن سلمان التقطها التقرير بالقول إن "تاريخ يوم التأسيس، وذكرى الاحتفال بها سنويّاً بمرسوم ملكي، تعود إلى شباط من العام 1727، أي قبل 300 عاماً، على يد “المُؤسّس الأوّل” محمد بن سعود، مايريد إعطاء صبغة مدنيّة علمانيّة على تأسيس الدولة بعيدًا عن وجهها الوهابي، مع إغفال أو عدم التطرّق إلى تاريخ التأسيس الحقيقي، وتدعيم حكم آل سعود دينيّاً، حين قام التحالف الديني- السياسي بين بن سعود، وبن عبد الوهاب العام 1744، حيث جرى تدعيم حكم محمد بن سعود، بالاستناد إلى رسالة محمد بن عبد الوهاب.


التحالف مع الوهابيين نقضه ابن سلمان منذ صعوده لولاية العهد حيث اعتقل دعاة "آل الشيخ"ورثة ابن عبد الوهاب، وأسند لحفيدهم تركي آل الشيخ هيئة الترفيه التي تنشر كل ما حرّمه الوهابيون في المجتمع لإلباسه ثوب الحداثة.
وفي تقارير إعلامية أخرى اعتبرت وسائل إعلام غربية أن ما يحدث ينبئ بولادة "المملكة السلمانية"، أو "الدولة السعودية الرابعة"، التي اعتمدت على الانتقال السريع من نمطية محافظة وملتزمة دينيا إلى مجتمع "منفتح" يتم فيه توظيف السلطة الدينية لصالح السياسية بتغيير منحى الفتاوى وإجازة ما كان ممنوعا بالأمس.


وسلطت التقارير الضوء على نشاطات ابن سلمان منذ توليه ولاية العهد إلى يومنا هذا فهو يسعى للانفتاح عبر استقدام العارضين والعارضات والتجول بثياب شبه عارية في شوارع المملكة وافتتاح النوادي المختلطة ودور السينما والسماح للنساء بمشاهدة المباريات وقيادة السيارات واستقبال نجوم هوليوود قيرباً من الأماكن المقدسة، ناهيك عن العلاقات مع إسرائيل التي تخرج للعلن شيئاً فشيئاً، وباعتقاده أن بالانحلال الأخلاقي يثبت مدنية الدولة.


وختاماً يمكن القول أن الاحتفال بيوم "التأسيس" بما تخلله من عروض فاضحة وبذخ مالي غير مسبوق، أن ولادة "المملكة السلمانية"، أو "الدولة السعودية الرابعة"، بات وشيكاً وعبر "انقلاب أبيض".
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=83645