تداول نشطاء التواصل الاجتماعي صوراً من أحد أحياء مدينة جدة السعودية المهدد بالهدم، تحوي رسومات لوجه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بجوار أوامر الهدم مع عبارة "يسقط الطاغية"؛ استنكارًا لاستمرار هدم الأحياء السكنية وعدم تعويض أصحاب المنازل.

وقالت مواقع إلكترونية خليجية إنه في ظل عمليات الهدم والتهجير القسري الذي تشهده أحياء جدة، يرتفع الغضب الشعبي من سكان تلك الأحياء رافعين شعارات تعبّر عن غضبهم ورفضهم للانتهاكات بحقهم من السلطات السعودية.

عشرون حي في المدينة معرضون للهدم وفقاً للمواقع بينها، حي ذهبان والعزيزية والروابي وحي السلامة وغليل وحي النزهة وغيرها من الأحياء، كما أزالت السلطات السعودية معالم ثقافية ودينية واجتماعية.

وتسببت عمليات الهدم والتهديد بالإزالة بتهجير عدد من السكان إلى القرى القريبة، فيما سكنت بعض العائلات تحت الجسور، مقابل ذلك لم توزّع السلطات سوى 100 وحدة سكنية فقط، وتعمدت عمل ضجة إعلامية لها وتصويرها حتى يوهمون الناس أن هناك عدد كبير استلموا.

وتبرز المصادر أن هدم الأحياء لن تحل مشكلة الانفلات الأمني الموجود في الجزء البسيط منها، على العكس ستزيد من حالة الانفلات الأمني، وبدل أن تكون محصورة في أماكن محددة ومعروفة، ستنتشر في جميع أنحاء المملكة.
وتنوي سلطات السعودية هدم  ما يزيد على 60 حيًا، في المدينة والتي أثارت جدلاً واسعاً في ظل ما رافقها من شكاوى مؤلمة على مواقع التواصل الاجتماعي وسط إجماع من المراقبين أن ما يجرى يندرج في إطار مسلسل مشروع التغريب في المملكة.

يذكر أن عدداً من هذه الاحياء نظامية وحديثة، إلا أن الحكومة أطلقت عليها (الأحياء العشوائية) وروّجت أن قاطنيها من أصحاب الجرائم ومتعاطي المخدرات، فيما يروج النظام السعودي لمشروع تطوير المدينة عبر بناء 17 ألف وحدة سكنية وأكثر من 2700 غرفة فندقية، و 10 مشاريع ترفيهية وسياحية، و4 معالم رئيسية هي دار أوبرا ومتحف واستاد رياضي وأحواض محيطية.

وقال مراقبون إن وكيل إمارة مكة أعلن عن تقديم 720 وحدة سكنية للمتضررين من هدم أحياء جدة، ووعد بتسليم 4781 وحدة أخرى في 2022، وهو عدد بسيط لا يكفي لإيواء أكثر من مليون ونصف المليون مواطن تم تهجيره بسبب الهدم.

يذكر أن المشروع المعلن عنه هو "جدة داون تاون"، الذي سيجعل من المدينة واحدة من أفضل 100 مدينة في العالم، على أجساد أهلها المشردين في أنحاء المملكة والذين لم يتم تعويضهم عن منازلهم التي جاء أمر هدمها من ولي العهد محمد ابن سلمان.