تحقيقات وتقارير

الواجب من يدفعهم..  لا مستحيل أمام مهمة الدفاع المدني السوري


الإعلام تايم || خاص 

 

قد تبدو المهمة مستحيلة  بين البحث عن رقم الاتصال، والارتباك من هول الحدث والاتصال بأبطال الدفاع المدني وبين وصولهم جاهزين، مستعدين للتعامل مع الواقعة.. فقط 55 دقيقة لا زيادة ولا نقصان.

 

الساعة السادسة مساءً بتاريخ ٩/٢/٢٠٢٢ تم إبلاغ مديرية الدفاع المدني بحلب بسقوط فتى يبلغ من العمر ١٦ عام داخل بئر عميقة في منطقة الباب - قرية لوريدا والتي تبعد عن مدينة حلب حوالي الأربعين كيلو متر .

 

رجال الدفاع المدني لبوا النداء باستعداد وجهوزية وهمة عالية للتعامل مع الحالة بعزيمة لا يمكن أن نجدها إلا عند هؤلاء الذين نذروا أنفسهم ووقتهم وجهدهم وكامل إمكاناتهم، لمثل هذا الواجب الإنساني النبيل.

 

على الفور بحسب مصدر في مديرية الدفاع المدني بحلب توجهت فرقة الإنقاذ للمكان وبالتنسيق مع فوج إطفاء حلب، على تجهيز طواقم الإنقاذ وتزويدهم بالآليات اللازمة، بما فيها عربات الإنارة، كما تم إرسال سيارة إسعاف مع الطواقم التي اتجهت إلى مكان الحادثة.

 

لدى وصول الفرق إلى الموقع، تبين أن البئر تبلغ عمقها أكثر من 60 متراً، ليتم العمل في إثر ذلك بوتيرة متسارعة، من نصب محالة و بكرات حبال على فتحة البئر ليتطوع الغطاس البطل عبد السلام دباغ بالنزول و الغطس بمياه البئر العميقة ويقوم بانتشال جثة الفتى بعد عمل شاق، ونقلها مباشرة إلى مقر الطبابة الشرعية في حلب، لإجراء الكشف الطبي اللازم.

 

قد يقول قائل: "هذا واجب الدفاع المدني".. نعم إنه واجبهم، لكننا هنا نتحدث عن الاحترافية العالية، وسرعة التجاوب الواضحة بين الاتصال وبين بدء التعامل مع الحدث في مكانه يضاف إلى كل هذا اهتمام فردي منهم ، فالغطاس يبلغ من العمر 52 سنة ومصاب بعدة إصابات فضلاً أنه ممنوع من الغطس أو أي عمل مجهد بحسب تقارير طبية لارتفاع ضغط عينيه جراء تكرار الغطس بهذه الأعماق، ناهيك عن العمل بروح فريق لا يمكن أن تخطئه العين.

 

فهل أكثر من هذا نريد من هذه المديرية العريقة؟ وهل أكثر من هذا نتوقع من هؤلاء الرجال الذين صقلتهم ظروف العمل ودربتهم، فوصلوا هذه الدرجة من المهنية والاحتراف والتفاني في أداء الواجب؟..

 

إنَّ هؤلاء الأبطال لا تكفيهم الكلمات ولا ترصع مكانتهم الحروف، فهم الجنود المجهولون الذين يعملون في الأوقات الصعبة حين تكون السبل والطرق قد تقطَّعت، فتجدهم يعملون جاهدين مُستخدمين كل النطاقات الممكنة لإنقاذ الأرواح والممتلكات.. فلهم الشكر بحجم السماء.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=83297