الإعلام تايم
أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة السفير بسام صباغ أن ما شهدته مدينة الحسكة خلال الأيام الماضية نتيجة حتمية للنهج الخاطئ والعدائي الذي اعتمدته بعض الدول الغربية حيال سورية منذ العام 2011 وهو يندرج في إطار محاولات واشنطن لإعادة تدوير تنظيم “داعش” الإرهابي وإيجاد مبرر لبقاء قواتها المحتلة.
وقال صباغ خلال جلسة لمجلس الأمن اليوم عقدت بطلب من روسيا إن مدينة الحسكة تتعرض منذ أيام لأحداث دامية بدأت بتفجير إرهابيي تنظيم “داعش” سيارة مفخخة عند مدخل مبنى المدرسة الثانوية الصناعية في حي غويران الذي كانت قوات الاحتلال الأمريكي حولته إلى مركز للاحتجاز تحت إشراف ميليشيا “قسد” الانفصالية العميلة لها وفي أعقاب الهجوم اقتحمت “قسد” الحي والمناطق المحيطة به بينما قصف طيران الاحتلال الأمريكي بشكل عنيف محيط مركز الاحتجاز ما أدى إلى وقوع ضحايا في صفوف المواطنين الأبرياء بمن فيهم الأطفال والنساء وحدوث موجة نزوح جماعي لعشرات الآلاف من أهالي المنطقة وإلحاق دمار وأضرار بالغة بعدد كبير من المنازل والمنشآت المدنية والخدمية ومنها مقر شركة “سادكوب” للمحروقات ومخبز الباسل وجامعة الفرات ومعهد تعليمي ومرآب البلدية وغيرها.
وأوضح مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة أن الولايات المتحدة استغلت ذريعة مكافحة الإرهاب لاستهداف البنى التحتية والمنشآت المدنية السورية بما فيها المدارس والمراكز الصحية والسدود والجسور ودمرت مدينة الرقة بأكملها على رؤوس قاطنيها واستهدفت وحدات الجيش العربي السوري التي كانت تواجه تنظيم “داعش” الإرهابي ومكنت عناصر هذا التنظيم من السيطرة على مواقع جديدة كما كان عليه الحال في جبل الثردة في دير الزور عام 2016.
وأكد صباغ أن أحداث الأيام الماضية المتصلة باقتحام عناصر تنظيم “داعش” الإرهابي لمركز الاحتجاز في الثانوية الصناعية وتوقيت حصوله تهدف بوضوح إلى إعادة تدوير التنظيم الإرهابي وإيجاد ذرائع لاستمرار الوجود غير الشرعي للقوات الأمريكية على الأراضي السورية ومواصلة تدخلها في الشؤون الداخلية ونهبها ثروات سورية ودعم ميليشيات انفصالية تعمل على تهجير السكان العرب من أهالي المنطقة.
ولفت صباغ إلى أن ما حدث في مدينة الحسكة يؤكد صوابية مطالبات سورية بإغلاق المخيمات ومراكز الاحتجاز التي تحولت إلى بؤر لنشر أفكار التطرف والعنف وضرورة قيام الدول المعنية باستعادة إرهابييها وعائلاتهم إلى بلدانهم الأصلية أو بلدان الإقامة وضمان مساءلتهم وإعادة تأهيل أطفالهم مجددا إدانة سورية لمحاولات بعض الدول الغربية التنصل من مسؤولياتها تجاه رعاياها من الإرهابيين ورفضها استعادتهم وإسقاط جنسياتهم أو إلغاء جوازات سفرهم ومنعهم من دخول البلاد إضافة إلى رفضها القاطع انخراط حكومات بعض الدول في صفقات مشبوهة مع ميليشيا “قسد” الانفصالية التي تستغل احتجازها إرهابيين أجانب وأفراد عائلاتهم لتحقيق مكاسب خاصة وأنانية.
وشدد صباغ على أن تطبيق قرارات مجلس الامن لا يمكن أن يكون انتقائيا أو مبنيا على معايير مزدوجة فاستعادة الأمن والاستقرار في سورية تتطلب أولا وقبل أي شيء ضمان سيادة سورية واستقلالها ووحدة وسلامة أراضيها وهو ما نصت عليه جميع قرارات المجلس ذات الصلة بالوضع في سورية إضافة إلى وجوب الانسحاب الفوري لقوات الاحتلال الأمريكي والتركي من الأراضي السورية. |
||||||||
|