مجتمع

عندما يصبح التهذيب قضية و مشكلة؟


الإعلام تايم -  د. خيرية أحمد


(من فضلك، لو سمحت، إذا بتريد، بعد إذنك، عفواً، كلك لطف، تكرم عينك، آسف، اعذرني.....الخ) في هذه المفردات قضية. الوقوف معها في الحقيقة مشرف، وفي البهتان مهين، في الماضي كانت تهذيب وفي الحاضر تعذيب لما تلمسه من سخرية من بعض الأفراد الذين لم ينشؤوا ويتربوا ويتعودوا على هكذا ألفاظ، القضية نسبية وليس عمومية، فالبعض يشعر بالسخرية والحياء إذا تلفظ أحد الأشخاص أمامه بهذه الألفاظ النبيلة واللطيفة، وكأنها تنم عن شتيمة، فالفوضى في حياتهم والعبارات العشوائية اللاأخلاقية أثرت في شخصيتهم وأخذت من مفرداتهم اللغوية رصيد.

 

جميعنا دون استثناء بمختلف الطباع والشخصيات بحاجة إلى الكلمة الطيبة اللطيفة التي هي البلسم الذي يداوي كل من هو مجروح ومتألم وكل من يعمل وينجز ويتواصل ويتفاعل وينطلق إلى الحياة بكل ما فيها من ضغوطات وتحديات ومتطلبات، فعندما تتعلم "فن الإتيكيت" في أبسط مبادئه وأساسياته منذ الصغر وتترجم هذه الفن في رسم حياتك تضمن مستقبل مليء بالمودة والتقدير والطاقة الايجابية.  ولكن في وقتنا هذا أصبح البعض يتنكر ويشعر بالحياء منها لمجرد أنهم ترعرعوا على العبارات العشوائية والفوضوية التي تعكس اللاأخلاقية  في التعامل، فهل نحن بحاجة اليوم إلى الوقوف عند هذه القضية وتبنيها والعمل على اعتبارها من الأولويات في العمل الانساني والتنموي والتعليمي والاجتماعية والأسري، وهل الحاجة أصبحت ماسة لضبط ما نسمعه من مفردات لا أخلاقية على ألسن أطفالنا وشبابنا لأنها باتت عدوى تنتقل إلى من لم يكن يتصور نفسه أن يذكر هكذا مفردات في تواصله مع الأخرين؟

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=13&id=82261