وجهات نظر

اجتماع المتسولين في الزعتري!!!

عامر التل


لم يكن اجتماع وزراء خارجية دول جوار سورية في الأردن سوى اجتماعا للمتاجرة بمن يسمونهم اللاجئين السوريين، وهم بالحقيقة إما تم الاحتيال عليهم للخروج من بلدهم او أجبرتهم العصابات الإرهابية المسلحة على مغادرة بيوتهم، أو عائلات الإرهابيين الذين يقومون بقتل أبناء سورية وتدمير ما تستطيع أياديهم الوصول اليها .
صرخات التسول التي خرج بها المجتمعون لن تجد آذاناً صاغية لمن يعنيهم الأمر بدفع ما هو مطلوب لأن من تم تهجيرهم من سورية ليسوا من أولوياتهم، وما يعنيهم هو زيادة الدعم للعصابات الإرهابية لارتكاب المزيد من عمليات القتل والتدمير، وها هي أمريكا التي تذرف دموع التماسيح على السوريين تصرح أنها ستزيد من دعمها للإرهابيين بتزويدهم بالأسلحة المتطورة لقتل المزيد من أبناء سورية، وتدمير المزيد من مقدراتها التي بناها أبناؤها من تعبهم وعرقهم ودمهم ليأتي من أقاصي الأرض إرهابي حقير ليدمر ويقتل باسم ممارسة (الجهاد) في سبيل الله؟!! نعود إلى قصة اللجوء السوري ومخيم الزعتري تحديداً، الذي عقد الوزراء المتسولون اجتماعهم فيه، فلم يعد سرا ان هذا المخيم، مثل مخيمات اردوغان، أقيم قبل وقوع الأحداث في سورية، فقد تم استئجار الأرض المقام عليها قبل الأزمة السورية بأكثر من شهر، حيث بدأت عمليات تأهيل وبناء المخيم، وظن الأردنيون أن شيئاً ما يتم التحضير له بالنسبة لأهلنا الفلسطينيين ليكتشفوا لاحقاً أنه مخيم "للاجئين" السوريين.!!
وبعد بدء الأحداث في سورية، ولتحطيم كرامة السوري التي لن يحطموها، تم الاتفاق مع العصابات الإرهابية على أن تقوم بعدة خطوات من أجل تهجير السوريين من مناطقهم وبيوتهم، إما عن طريق الإغراء المالي بدفع مبلغ 600 دولار للعائلة الواحدة قبل خروجها، مع وعد أكيد بأنها ستحصل على راتب شهري مجزٍ بعد وصولها للبلد المعني، حتى أنه أصبح متداولاً بين الأردنيين أن السوريين لا يناقشون المبلغ المطلوب بدل إيجار المنزل كونهم لا يدفعون من أموالهم.
أما الطريقة الثانية فهي التهديد بالقتل ونسف البيت في حال رفض العائلة السورية الخروج ما اضطر الكثير من العائلات إلى الخروج حفاظاً على أرواحهم وشرفهم امام إرهاب وزعرنات العصابات المسلحة، وبعد ان اكتشفت العديد من العائلات زيف وكذب هذه العصابات أرادت العودة إلى سورية فمنعتها الدول المستضيفة، وهناك نماذج كثيرة في الأردن مُنعت من العودة إلى سورية، وبعد ذلك يتباكون بأنهم غير قادرين على تحمل أعباء استضافة "اللاجئين" السوريين .
الحل في مشكلة "اللاجئين" السوريين ليس عبر تسول الدول التي يقيمون على أرضها، إنما بالسماح لهؤلاء بالعودة إلى بلدهم، وعدم التعامل معهم كرهائن للحصول على المزيد من الملايين بالعملة الصعبة على حساب معاناة هؤلاء وتهجيرهم من بلدهم .
اجتماع المتسولين في الزعتري ليس أكثر من صرخات من أجل التسول على حساب المواطن السوري الذي غُرر به وأجبر على الهجرة من بلده، وللقول أن ملايين السوريين يعيشون خارج سورية ولن يشاركوا في الانتخابات الرئاسية المقبلة، رغم أن الأعداد التي يتم الحديث عنها مبالغ فيها لأغراض "البزنس"، إلا أن السحر انقلب على الساحر عندما أدرك السوريون المغرر بهم، او الذين أجبروا على الرحيل، أن الرئيس الأسد هو صمام الأمان لعودة الأمن والاستقرار وإعادة إعمار ما دمرته الأدوات الصهيو-أمريكية المدعومة خليجياً .
رئيس تحرير شبكة الوحدة الإخبارية في الأردن

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=8175