مجتمع

داء عدم تحمل المسؤولية


الإعلام تايم - د. خيرية أحمد


"هي مانها من مهامي، ما بعرف اعمل هالملف، نسيت اعمل المهمة الموكلة الي، اعفيني من هالمهمة، صعب علي تنفيذ هالاعمال، ليش أنا مو غيري يشتغل هالشغلة... " هذه العبارات وغيرها تردد اغلب الاحيان على ألسن الموظفين والعاملين وتكرس في سلوكياتهم وتظهر نتائجها في مدى انجاز الاعمال الموكلة إليهم، وفي مدى تطورهم ونجاحهم.


التنصل من المهام والقائها على الآخر وعزو الفشل لأسباب غير منطقية جوهر أساليبهم التي يتبعونها في حياتهم اليومية والمهنية، كما أنهم يحتاجون اغلب الاحيان إلى التذكير المستمر بالقوانين لكي يقوموا بأعمالهم، واستشهاداً بمقولة أفلاطون "الشخص الصالح لا يحتاج القوانين لتخبره كيف يتصرف بمسؤولية، أما الشخص الفاسد فسيجد دائما طريقة ما للاتفاق على القوانين".


وعن صفاتهم تظهر عليهم "النظرة المتدنية للذات والشعور الدائم بانخفاض القدرة على الأداء والشعور بأنه لا يستطيع اكتساب خبرات جديدة ولا يستطيع القيام بأعمال مميزة أو ناجحة، والخوف من ارتكاب الأخطاء ومن الفشل ومن المواجهة والمنافسة، والإهمال واللامبالاة، والأنانية والنرجسية".


عوامل عديدة تساهم في ترسيخ تحمل المسؤولية منها التنشئة الاجتماعية وأساليب التربية الأسرية الصالحة، واكتساب قيم وعادات صحية ومناسبة كالالتزام الذي هو جوهر المسؤولية، وبمقتضاها يحاسب المرء على اداءه لالتزاماته.


والأخطر من ذلك أن تنتقل عدوى عدم تحمل المسؤولية فتصبح عادة مكتسبة ومقلدة تحاكي من حولها وتنعكس على بيئية العمل الوظيفي بكل ما فيها من سلبيات، فلا تبعث الأمم بهمة شخص، بل بصدى همته في نفوس من حوله، وبتحمله وتحملهم مسؤولية العمل بهذه الهمة.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=13&id=81436