وجهات نظر

الكذب الأمريكي المفضوح

شوكت أبو فخر


الإعلام تايم - صحيفة تشرين


تتذرع الولايات المتحدة على الدوام بذرائع كاذبة، تزعم أنها تهدد الأمن والسلم الدوليين، وتشكل تهديداً مزعوما لأمنها، وهي في سبيل ذلك لا توفر وسيلة أو أسلوباً إلا وتتبعه.

 

أحدث ما نشرته الدوائر الإعلامية الأمريكية، رمي الاتهامات بحق موسكو وبكين بنشر المعلومات المضللة، ما يشكل وفق الدوائر نفسها تهديداً لأمريكا.

 

المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، وفي معرض دحضها لهذه الافتراءات والكذب الأمريكي قالت: “إن ما يهدد الولايات المتحدة هو انعدام ثقة الشعب الأميركي بالمؤسسات السياسية في بلاده وليس روسيا.

 

رد موسكو جاء على ما نشره معهد بيرسون للدراسات وحل الصراعات العالمية، ومركز أبحاث الشؤون العامة التابع لوكالة أسوشيتد برس في الثامن من الشهر الجاري، وخلص المعهد وفق من استطلعت آراؤهم إلى خلاصات دفعت المسؤولة الروسية إلى الرد، موضحة أن المسؤولين الأميركيين أنفسهم وشركات تكنولوجيا المعلومات وشبكات التواصل الاجتماعي يتحملون مسؤولية انتشار المعلومات المضللة وليس المصانع الروسية وجنود القرصنة الروس والصينيين. وأضافت زاخاروفا: إن نحو نصف المستطلعة آراؤهم أي أكثر من 48 بالمئة من الأميركيين واثقون بأن الحكومة الأميركية مسؤولة عن نشر المعلومات المضللة، وهو ما يدمر المفهوم الكامل الذي تقوم عليه الحملة الغربية للتخويف من روسيا.

 

اللافت في نتائج دراسة المعهد الأمريكي أنها لا تعتمد على آراء أنصار الجمهوريين، كما يعتقد البعض انطلاقاً من الخصومة السياسية مع الديمقراطيين بشأن السياسة العامة للإدارة الأميركية الحالية، فالأمر ليس كذلك حيث إن الاستطلاعات تشير إلى أن الثلث من الديمقراطيين يعتقدون أن واشنطن تكذب باسمهم.

 

هل بعد هذا الكلام من شك في أن انعدام الثقة لدى الأميركيين بسياسات ساكني البيت الأبيض، هو بسبب الخوف لدى الأمريكيين، ما يشكل جرس إنذار للسلطات الأميركية نفسها؟.

 

والحال فإنه من الخطر الاختباء وراء ذرائع كاذبة ورمي الاتهامات بحق الآخرين. وكي لا نبتعد كثيراً نشير إلى ما جاء في مقال رأي نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” في تشرين الأول 2020 حيث قالت: “إنه في أوائل القرن الـ21، إذا كانت هناك أي قوة سعت للهيمنة على العالم وقسر الآخرين وانتهاك القواعد، فهي الولايات المتحدة”.

 

قول فيه من الإيجاز والوضوح ما يدحض الكذب الأمريكي، وهو كذب يعرفه العالم ويعيش تبعاته على غير ساحة دولية، ويحتاج لخلاصات معاهد أبحاث واستطلاعات رأي، بل أكثر من ذلك، إن هذا الكذب والافتراء المفضوح تبنى عليه من جانب أمريكا وحلفائها خطط وتشن حروب مدمرة، والأمثلة واضحة من الحرب على أفغانستان وغزو العراق والحرب المستمرة على سورية وتدمير ليبيا واليمن عبر دعم الإرهاب وإطالة أمد الأزمات في هذه الدول.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=81264