وجهات نظر

لماذا الجيش العراقي؟!

أحمد ضوا


الاعلام تايم - الثورة أون لاين

 

تعمدت وزارة الدفاع الأميركية زرع الشك بوطنية الجيش العراقي عندما زعمت أن المعلومات الاستخبارية التي قدمتها وزارة الدفاع العراقية كانت "مفيدة جداً في تحديد الهدف" على الحدود العراقية السورية وجاء تصحيح البنتاغون بعد نفي وزارة الدفاع العراقية تقديم أي معلومات استخباراتية إلى التحالف الدولي قبل العدوان الأميركي على سورية ليصب الزيت على النار لأنها لم تنفِ تقديم المعلومات بل أكدت عدم الاستفادة منها في تحديد الأهداف.


إن التحليل المنطقي لما صدر عن وزارتي الدفاع العراقية والأميركية حول ذلك يكشف الخبث الأميركي في بث المعلومات الخاطئة والغايات من ذلك وفي مقدمتها تعميم حالة عدم الاستقرار والفوضى في العراق والمنطقة عموماً ودق إسفين في التعاون السوري-العراقي لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي الذي يتلقى الدعم من القوات الأميركية.


من الطبيعي أن يرفض العراقيون أي تعاون لجيشهم مع القوات الأميركية يفضي إلى استهداف حلفاء للجيش العراقي في مكافحة الإرهاب ولكن ما هدفت إليه المعلومات الأميركية الخاطئة يتجاوز ذلك إلى دفع البلاد نحو الفوضى وتشجيع الانقسام الأفقي والعمودي داخل المؤسسات العراقية.


من الملاحظ أن التحالف الأميركي غير الشرعي لا يستهدف إلا القوات الحليفة للجيشين السوري والعراقي في حربهما على الإرهاب وفي المقابل يقدم المساعدة والمعلومات الاستخبارية لتنظيم داعش الإرهابي ليعيد تنظيم فلوله في كلا البلدين الأمر الذي يجب على الحكومتين العراقية والسورية أخذه بعين الاعتبار والرد عليه بتعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب.


تحدثت إدارة بايدن عن معلومات استخبارية في تحديدها للأهداف على الحدود السورية العراقية المسؤولة عن استهداف القواعد الأميركية في العراق ولكن كالعادة تبقى هذه المعلومات طي الكتمان وفي المقابل لا تتوقف الهجمات الصاروخية على هذه القواعد وعلى السفارة الأميركية في بغداد وهو ما يضع كل التبريرات الأميركية في دائرة الشك والمسؤولية عن عواقب التصعيد الأميركي في المنطقة.


لا يقتنع أحد أن الولايات المتحدة عاجزة عن تحديد مواقع إطلاق الصواريخ على قواعدها فهي تضع كل المنطقة في دائرة التصوير المستمر والدقيق لأقمارها الصناعية ولو كان لديها صور حيّة عن استهداف الفصائل التي هاجمت قواعدها لنشرتها على الفور على الأقل للرأي العام الأميركي الذي تبث له المعلومات الكاذبة والمشوهة حول تواجد القوات الأميركية في العراق وسورية.


إن تصاعد حدة التوتر في العراق مع قدوم إدارة بايدن يفسر إصرار البنتاغون على تقديم معلومات كاذبة تغذي الانقسام داخل المجتمع العراقي وبين القوى السياسية بما يوفر لها أدوات التلاعب والتأثير في القرار العراقي وهذا ما أدركته وزارة الدفاع العراقية التي سرعان ما فندت ما نسب إليها فيما يتعلق بالعدوان الأميركي الأخير.


تتطلب المرحلة القادمة مزيداً من اليقظة والحكمة في التعامل مع التصرفات والسياسة الأميركية في المنطقة وخاصة فيما يتعلق بمحاولة دمج الملف النووي مع الملفات الساخنة الأخرى بهدف إعادة صياغة هذا الاتفاق وفق اشتراطات أميركية إسرائيلية تهدف إلى إدامة عدم الاستقرار في المنطقة.


إن الربط بين الملفات الساخنة في المنطقة يجب أن يكون لمصلحة دولها وليس مجالاً للصفقات و إن تعزيز التعاون السوري الإيراني العراقي كفيل بإحباط مساعي الإدارة الأميركية لإثارة الخلافات بين هذه الدول التي تتعاون فيما بينها لمحاربة الإرهاب الذي تدعمه واشنطن.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=77717