مجتمع

من يُسيطر عليك دون أن تشعر؟


الإعلام تايم د. خيرية أحمد

 


هل سألت نفسك ذات مرة عن سبب اختيارك لخيار لم يكون ببالك؟


هل حاولت الانتباه عما تسأل عنه أو يطلب تنفيذه منك؟ وما سبب حصرك ضمن خيارات يطرحها عليك الآخر؟


للإجابة على ما تم طرحه سابقاً نستشهد بأمثلة حية من الواقع الحياتي اليومي فعندما تقول الأم لطفلها: ما رأيك، ستذهب للفراش الساعة الثامنة أم التاسعة؟ الطفل سيختار التاسعة، وهو ما تريده الأم مسبقاً دون أن يشعر أنه مجبر لفعل ذلك بل يشعر أنه هو من قام بالاختيار، وأيضاً عندما تزور صديقك ويسألك: أتشرب شاي أم قهوة؟ هنا من الصعب أن يخطر ببالك أن تطلب عصير. خطورة هذا الأسلوب في أنه يجعل عقلك ينحصر في اختيارات محددة فرضت عليك لا إرادياً، ومنعت عقلك من البحث عن جميع الاختيارات المتاحة.


ففي الحياة اليومية نمر بالعديد من المواقف الاجتماعية، ونتعامل مع اشخاص كثر وينتج عن هذا التعامل أساليب منها ما نقبله برضا وقناعة ومنها ما نرفضه ايضاً برضى وقناعة ومنها ما ننفذه بغض النظر عن القناعة أو الرضا لمجرد تم طرحه من قبل الأخر، ولكن عند الوقوف لدقيقة لمحاولة تفسير قرار التنفيذ تجد نفسك رهن ما يريدون دون أن تشعر، هذا الأسلوب يسمى "التأطير" يتبع في الكثير من المجالات لقيادة الآخر.


والبعض يمارس ذلك دون إدراك، والبعض يفعله بهندسة وذكاء والقوة الحقيقية عندما نمارس هذا الأسلوب بقصد، أي عندما أجعلك تختار ما أريد أنا بدون أن تشعر أنت.


لذلك.. انتبه لكل سؤال يوجه لك أو خبر أو معلومة تصلك، فالمرسل قد يسلبك عقلك وقرارك وقناعاتك. وبعض الرسائل تضعك في الزاوية التي يريدها مرسلها.


ودع وعيك وثقافتك صمامات امان ضد "التأطير" السلبي، فكلما زاد الوعي استطاع المرء أن يخرج من الإطارات والقيود التي يضعها الآخرون.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=13&id=77684