وجهات نظر

الحرب لن تقتل حب الحياة فينا


الاعلام تايم || رنا الموالدي

 

أنى نظرت في هذا البلد، سترى ضجيج الحياة بما هو معتاد من هرولة في الشوارع والحارات خلف لقمة العيش.. الوقوف في طوابير الخبز والمازوت والغاز.. البحث عن الرضى بزهد العيش.


البلد الذي يحاول النجاة في الوقت الذي يراد فيه دحر وقتل كل نبض وأمل، بحصار اقتصادي وإفقار منهجيّ، وجميعها عن سابق تصور وتصميم بقيصر أمريكي، فما بالكم بعشر سنوات من الحرب!! هل مرَت من عمرنا بسرعة أو ببطء؟ بماذا كنا نحلم يومها؟ وبماذا نحلم اليوم؟ وهل ينجو أحدٌ من الحرب فعلاً؟


أحياناً يعجز المرء عن فهم ما يجري في ظل طوفان من الأخبار والقصص اليومية، وكما هو الحال في كل حرب، تضيع الكثير من التفاصيل في مشهدية تراجيدية لا تقل فظاعة عن مشهدية الحرب.. فبغض النظر عن طريقتك في رصد الأمور وتحليلك لها، ثمة إجماع كامل أن العالم حالياً يعيش أزمة غير مسبوقة في تاريخه، من التراجع والانهيار، ربما لا يصح مقارنتها بأي فترة تاريخية أخرى.

 

ولكن، ما لا تعرفه أن هذه الصورة رغم سوداويتها وكآبتها إلا أنها أفضل بداية في هذا البلد، فالتاريخ يؤكد أنه بقدر ما تولده مأساة الحرب من دمار وقتل، تولد أيضاً رهافة حس يشعر الانسان معها أن قلبه ممتلئ بحب الوطن، فيكفي أن يحشد السوريون الطاقات والمواهب لإطلاق عملية إعادة الإعمار الذاتية، حتى تستعيد سورية عافيتها وتبدأ رحلة الخروج من البؤس المادي والمعنوي الذي تتخبط فيه اليوم والدخول في العصر الجديد.


هذا ليس تنظيراً معجوناً بالآمال الزائفة أو المجاملة، أو الرغبة في كتابة مقال تحفيزي في ظل أوضاع مأساوية لا تبشر بالخير حالياً.. فلا شك أن سورية خسرت الكثير على صعيد أمنها ورزقها وحياتها، وهذا مؤسف ومحزن جداً، لكن تعالوا نستشرق المستقبل.. أين نحن ذاهبون بعد كل هذا؟


إن إرادة الشعب إذا توحدت تستطيع أن تفعل المعجزات، وإذا تفرقت خسر الشعب كل شيء.. سورية اليوم وهي على أبواب الانتخابات الرئاسية تخاطب أبناءها.. سنصل إلى برّ الأمان وقريباً ستحتضن صناديق الاقتراع خيارات الشعب السوري بانتخاب قائد لوطنهم يحفظ سيادتها ويصون ترابها، في مشهد يعكس رسالة قوية من السوريين "الحرب لن تقتل حب الحياة فينا"".

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=77571