مجتمع

"بدل ما يكحلها عماها"


الإعلام تايم – د. خيرية أحمد


"بدل ما يكحلها عماها" مثل وقول شعبي نسمعه على ألسن العديد من الأشخاص ولكن وراء انتشار هذا المثل قصة وعبرة تروى بأنها: "شك رجل في حب زوجته له، لأنها لا تضحك أو تبتسم أو تتكلم معه. فلجأ الزوج لامرأة كبيرة في السن عُرف عنها الحكمة ليتأكد، فنصحته بأن يصطاد أفعي ويخيط فمها ويضعها فوق صدره أثناء نومه، ويصطنع الموت عندما تحاول زوجته إيقاظه. وبالفعل حدث ذلك وظنت أنه توفي، فأخذت تصرخ خوفاً عليه حتى تأكد الزوج من حبها له ونهض من فراشه ليبشرها بأنه لم يمت. ولكن عندما علمت الزوجة بأنها خدعة، غضبت كثيراً وأقسمت أنها لن تعود إليه، ومن هنا جاءت المقولة.


الكثير من الناس يعرف أن هذه الجملة تستخدم لوصف شخص يحول الموقف من سيء لأسوء، وما أكثر المواقف والتجارب التي يمر بها الأفراد بمشكلة وخطأ، ولكن الذي يزيد الطين بله اتباع أسلوب خاطئ لمعالجة الخطأ، دون الأخذ بالحسبان للآثار التي ستحدث وستدمر كل ما بُنى ويُبنى.


الأمثلة عديدة بمجالات مختلفة منها "ترك الحبيبة للحبيب أو العكس" موقف وتجربة صعبة وقاسية جدا خصوصاً عندما يكون هناك تعلق بالأخر، ولكن الأقسى والأصعب هو اللجوء إلى اتباع أساليب خاطئة كالسهر وشرب المشروبات الكحولية بأسلوب مبالغ فيه، من ثم الارتباط بفتاة أخرى بعد فترة زمنية بسيطة من أجل نسيان الحبيبة، وبالتالي لا البيت هو الملجأ الأمن ولا الحياة تستمر كما يجب... والأمثلة تطول وتطول.


فالحياة مليئة بالمواقف فكل موقف هو درس وتجربة نتعلم منها الكثير، ولكن التعامل بنضج ووعي وإعطاء فترة من الوقت لتجاوز المشاكل والمواقف الصعبة ضرورة للتخفيف من المشاكل ولدحض فكرة ما يسمى بـ "معالجة الخطأ بالخطأ"، وذلك باتباع أساليب نفسية إيجابية والتفكير ببدائل منطقية وواقعية تحاكي العقل أولاً وتضمن المستقبل لاحقاً.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=13&id=77494