تحقيقات وتقارير

اليمن.. جحيم الحرب تفشٍ غير مسبوق للأمراض والأوبئة


الإعلام تايم - لما محمود


وصفتها التقارير الدولية بأسوأ كارثة إنسانية عرفها التاريخ، على مرآى ومسمع الدول الغربية، التي تحمل كذبا ورياء، وتتغنى بشعار "حقوق الانسان"، ست سنوات يعيش اليمن بتوجس خوفاً من الموت قصفاً أو فتكاً بالأمراض والأوبئة، نتيجة استمرار عدوان التحالف الذي تقوده السعودية .


تشهد اليمن اليوم وضعاً صحياً كارثياً.. تفشي غير مسبوق للأمراض والأوبئة القاتلة التي تسببت في وفاة الآلاف جراء هذا العدوان والحصار المفروض على الشعب اليمني، ما أدى إلى تفاقم المأساة الإنسانية التي يعيشها اليمنيون على مرأى ومسمع العالم.


ويتعمد تحالف العدوان في زيادة معاناة الشعبي اليمني من خلال منع دخول المشتقات النفطية ما أدى إلى انتشار الأوبئة والأمراض كالكوليرا والملاريا والضنك وغيرها وصعوبة الحصول على خدمات صحية جيدة ومياه شرب نظيفة.


تفشي الأوبئة
وأوضح تقرير صادر عن وزارة الصحة العامة والسكان ، أن اجمالي حالات الاشتباه بالكوليرا في العام الماضي 2020م بلغ  228 ألف حالة، فيما بلغت حالات الاشتباه بالتهابات الإنفلونزا الموسمية ستة آلاف و 615 حالة.


وأشار التقرير إلى أن حالات الاشتباه بمرض الدفتيريا والخناق بلغت 14 ألفاً و 210 حالات فيما بلغت حالات الاشتباه بالإصابة بداء الكلب 14 ألفاً و 210 حالات.


كما تم تسجيل مليون و 200 ألف حالة اشتباه بالإصابة بالملاريا، وبلغ عدد الإصابات المؤكدة 152 ألف حالة، فيما بلغت الإصابات المؤكدة  بحمى الضنك  57 ألف حالة .


التدخلات السريعة لمواجهة الأوبئة

وأوضح الناطق باسم وزارة الصحة الدكتور نجيب القباطي أن العدوان الحاقد استهدف البشر والشجر والحجر ودمر البنية التحتية وتسبب في وفاة الآلاف نتيجة منع وصول الدواء والغذاء .
وذكر أن منع دخول الأدوية والمشتقات النفطية زاد من معاناة الشعب اليمني وساهم بشكل كبير في تفشي الأوبئة والأمراض كالكوليرا والدفتيريا والإنفلونزا والضنك والملاريا وغيرها من الأمراض التي فتكت بالشعب اليمني .
ولفت الدكتور القباطي إلى أن الوزارة تبذل قصارى جهدها لمواجهة هذه الأمراض والأوبئة والحد منها .. مبيناً أن الوزارة تتحمل الأضرار الصحية الناجمة عن تداعيات العدوان والحصار وارتفاع معدلات الفقر وانخفاض أو انقطاع الموازنات الحكومية للأنشطة الصحية أو الخدمية التي تتزامن مع القصور في خدمات البنية التحتية لمختلف القطاعات بالإضافة إلى النزوح الذي يشكل عاملا مهما في انتقال الأمراض ويجعل من المنازل المهجورة بؤرا لتوالد البعوض الناقل للمكرفس والضنك.
وأكد أن وزارة الصحة، تقوم بالاستعداد مبكرا وبشكل دوري لتوفير مستلزمات المكافحة كالمبيدات ومعدات الرش لتنفيذ أعمال الرش الروتينية والقضاء على النواقل وتوزيع ناموسيات مشبعة بالمبيد على السكان في المناطق المستهدفة لحمايتهم من البعوض وكذا تزويد المرافق الصحية بالأدوية ومستلزمات التشخيص.


الملاريا والضنك
وأفاد الدكتور القباطي بأنه تمت الاستجابة فيما يتعلق بمواجهة حمى الملاريا والضنك من خلال توزيع حوالي مليونين و 500 ألف ناموسية لحماية خمسة ملايين مستفيد، ورش أكثر من 700 ألف منزل يقطنها حوالي ستة ملايين مستفيد، بالإضافة إلى توزيع أكثر من مليون و500 ألف من أشرطة الفحص السريع للملاريا والضنك، و توفير أدوية الملاريا المختلفة لحوالي 950 ألف مريض بالملاريا وتدريب أكثر من 10 آلاف من الكوادر الصحية على السياسة العلاجية للملاريا والضنك والتشخيص المجهري للملاريا .


مرضى الكوليرا
وفيما يتعلق بمواجهة الكوليرا أكد الناطق باسم وزارة الصحة أنه تم تسجيل وتشخيص ومعالجة أكثر من أربعة ملايين حالة اسهالات وكوليرا ، وتجهيز 250 مركزاً للمعالجة، وألف زاوية إرواء ، بالإضافة إلى بناء وتجهيز 39 مركزاً، وإمداد مراكز معالجة الكوليرا وزوايا الإرواء بأكثر من مليون و800 ألف لتر من الوقود وأكثر من 75 مليون لتر من المياه النظيفة وتزويد المستشفيات بأكثر من 14 مليوناً و 500 ألف لتر وقود وأكثر من 490 مليون لتر مياه نظيفة.


الدفتيريا والبلهارسيا
وأشار إلى أنه فيما يخص التدخل السريع لمواجهة مرض الدفتيريا تم ترميم وتجهيز عدد 28 مركز معالجة وعناية مركزة لحالات الدفتيريا في 28 مستشفى، ومعالجة ثلاثة ملايين و 500 ألف من خطر البلهارسيا في المديريات ذات الخطورة ، فيما تم اكتشاف ومعالجة 26 ألف حالة إصابة بمرض السل .

 

حرب أم إبادة؟

تقارير للأمم المتحدة، أفادت بأن العدوان والحصار أدّيا إلى وقوع 80% في دائرة الفقر، فهناك 24 مليون يمني يعانون من انعدام الأمن الغذائي من أصل 30 مليون نسمة، من ضمنهم 14 مليون يمني على بعد خطوة واحدة من المجاعة، ومليونيّ طفلِ يعانون من سوء التغذية، و400 ألف طفل من سوء التغذية الحادّ.. فاجعة الأرقام، يقابلها شحٌ في المساعدات، حيث عمدت المنظمات الدولية إلى إيقاف أكثر من 37 برنامج مساعدات، ولم تقتصر الانتكاسة الصحية على ذلك، بل وفقاً للأمم المتحدة، ستتوقف جميع فرق الاستجابة السريعة في مديريات اليمن عن أداء مهامها بسبب غياب التمويل.

مجازر بالجملة، تجويع ودمار ونزوح، منذ بداية العدوان شن التحالف أكثر من 270 ألف غارة، تقرير مركز عين الإنسانية في صنعاء، كشف عن أرقام فاقت كل التوقعات، فالحرب قتلت نحو 17 ألف مدني، من بينهم أكثر من 3 آلاف طفل، وشردت أكثر من 4 ملايين، ودمرت نحو 2500 مدرسة، وهو ما أسهم في حرمان مليونَي طفل من الالتحاق بالمدارس قبل إغلاقها بسبب الجائحة.

أما اقتصادياً، فاستهدف التحالف 22 ألف منشأة اقتصادية، فيما توقّفت مئات المنشآت الإنتاجية والصناعية بسبب منع دخول المواد الخام والوقود، ليفقد آلاف العمال مصادر عيشهم، وليرتفع معدل البطالة إلى 65%.



 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=77313