مجتمع

بها ومعها ترتقي الأمم


الإعلام تايم – د. خيرية أحمد


عندما تُجمع كل الأديان السماوية والحضارات عليها، وعندما ترتكز عليها ايضاً المبادئ الإنسانية ويقرّها العقل والمنطق والفطرة السليمة، وعندما تكون هي الجوهر والقاسم المشترك الذي يوحد المجتمعات، وعندما تكون الأساس في بناء شخصية الإنسان، حينها تبرز وتتصدر "القيم" التي بها ومعها تتقدم الأمم.


فالقيم الإنسانية مجموعة الأخلاق والعادات الاجتماعيّة والسلوكيّة والمبادئ والمثل التي ينشأ عليها الفرد منذ نعومة أظفاره، وتستمر معه طوال حياته، وتتمّ ممارستها بشكل عفوي وطبيعي في الحياة اليوميّة، في محاولة من الفرد للوصول إلى الرضا الذاتي واحترام المجتمع له، وتصنف القيم حسب المجال الذي تُعنى به إلى:


1-القيم النظريّة التي تعبر عن رغبة الفرد في التعلّم، وسعيه نحو اكتشاف المعلومات والبحث، ويتّصف صاحبها بقدرته على النّقد الإيجابي، ومن أمثلتها الطّموح العلميّ، والتّجريب، والبحث العلميّ، والتّسامح الفكريّ.


2-القيم الاجتماعيّة التي تظهر من خلال رغبة الإنسان في تقديم العون لمن حوله، وتفاعله الاجتماعيّ مع الوسط المحيط به، ومن الأمثلة على هذه القيم العطف، والحنان، والإيثار.


3-القيم الاقتصاديّة فتتمثّل في البحث الدّائم عن الإنتاج المربح، والاهتمام بالأموال والثّروات، وغالباً ما ينظر أصحاب هذه القيم إلى الأمور نظرةً مادية قائمة على حساب مقدار الرّبح والخسارة.


4-القيم الجماليّة هي التي يُعبَّر عنها بالبحث عن الجمال في الأشياء وتقدير الفنّ، ومن أمثلتها التفوّق الفني، وحبّ الفنون، وتقدير الجمال.


5-القيم السياسيّة تظهر في حبّ القوّة والتحكّم، وفرض القوانين على الأشخاص والأفراد، ومن أمثلتها تقدير السُّلطة، وتحمُّل المسؤوليّة، والميل إلى القيادة.


"القيم هي الأساس في بناء الإنسان" لما لها أهمية في بناء شخصيّة قويّة ناضجة ومُتماسكة صاحبة مبدأ، ولها دور في حماية الفرد من الوقوع في الخطأ؛ حيث تُشكّل درعاً واقية، وتعطيه إحساس بالسّلام الداخليّ والاستقرار والمسؤولية، فتساعد على كسب ثقة النّاس ومحبتهم بالتّأقلم مع الظّروف برضا وقناعة، وتشكل للمجتمع رقي وتنمية مستدامة بمختلف المجالات.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=13&id=77053