مجتمع

متى تبدأ حرية الآخر؟


الإعلام تايم – د. خيرية أحمد


"تنتهي حريتك عندما تبدأ حرية الأخرين" مقولة للفيلسوف "مونتسكيو" تترجم صورة واشكال سلوكية يومية عديدة معها وبها نعكس قيمنا وعقائدنا التي هي أساس أدياننا السماوية، فالحرية الشخصية تبدأ من الإنسان نفسه بتطبيقها مع احترام حرية الأخر الذي هو واياه منتميان لمجتمع جلّ عاداته وتقاليده تكريس هذه الثقافة والحضارة.

 

فعندما لا ترفع صوت الموسيقا عاليا حرصاً على عدم إحداث ضوضاء لاحترام خصوصية الجار الذي يريد أن يستريح، وعندما تتحدث بنبرة لائقة مع كبار العمر، وعندما تفسح المجال لفتاة بالصعود إلى الباص قبلك وعندما وعندما... أمثلة كثيرة فيها من السلوكيات الإيجابية تعمل على تعزيز صورة قيمة احترام الأخر وخصوصيته مع ممارسة الحرية الشخصية.

 

حرية الفرد تنتهي عندما يؤثر بشكل سلبي على المجتمع وعلى الأفراد، فيجب أن يدرك كل إنسان أن حريته تقف عندما تتخطي حدود وحريات الأخرين فيجب أن يحرص الفرد على مراعاة حدود وخصوصيات الآخرين عندما يسعي خلف حريته، كذلك يجب أن يلتزم بالآداب والقيم والمعايير والتقاليد العامة في المجتمع الذي يعيش ويحيا فيه، وخير تجسيد وتأكيد ما سبق مقولة نيلسون مانديلا "أنا لست حرا حقا إذا اخذت حرية شخص آخر".


الكثير والكثير من الدول والمجتمعات الأوربية تتغنى بإعطاء الحريات بجميع أنواعها لأفرادها وشعوبها وهي أول الدول التي تكرس بأسلوب غير مباشر الانحلال الأخلاقي بفصل الانسان عن انسانيته، فأحداث الاعتداءات على الأخر كفرد أو مجتمع أو دولة خلال الزمن الماضي والحاضر بحجج واهية عديدة تؤكد أهداف تلك الدول على تسويق الانحلال الأخلاقي ونشر سم الليبرالية الحديثة.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=13&id=76949