نافذة عالمية

خطة أمنية فرنسية لمعالجة ظاهرة الإرهابيين الفرنسيين الذين يقاتلون في سورية


الإعلام تايم- وكالات

أعلنت فرنسا الثلاثاء 22 نيسان/أبريل أنها بصدد تنفيذ خطة شاملة لمعالجة تدفق الإرهابيين الفرنسيين إلى سورية وذلك بعد ثلاث سنوات من تجاهل رسمي لظاهرة هجرة الإرهاب التي شجعتها السياسات الغربية وعلى رأسها الفرنسية عبر تجاهل الواقع وإطلاق تسميات وعناوين مزيفة على النشاط الإرهابي الدولي.
وبينما كانت فرنسا تستقبل صحفييها الأربعة المفرج عنهم بعد تسعة أشهرمن الاختطاف قضوها في زنازين تنظيم "دولة الإسلام في العراق والشام" الإرهابي التابع للقاعدة أفاق الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند من سكرة دعم الإرهاب وأكد أن إدارته عازمة على اتخاذ "جميع الإجراءات لردع ومنع ومعاقبة كل الذين يجذبهم الجهاد".
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن هولاند قوله إن "فرنسا ستنشر ترسانة كاملة وتستخدم جميع التقنيات بما في ذلك الأمن الالكتروني".
وتأتي تصريحات هولاند قبل يوم واحد من موعد عرض وزير داخليته برنار كازانوف خطة بشأن الفرنسيين الذين ذهبوا إلى سورية للقتال في صفوف جماعات تسميها فرنسا "جهادية" من بينها "جبهة النصرة" و"تنظيم دولة الإسلام في العراق والشام" التابعان للقاعدة.
وجاءت السياسات الغربية التي سمحت للشبكات المتطرفة بالعمل على تجنيد الإرهابيين للقتال في سورية بنتائج عكسية بعد أن فشلت هذه الجماعات في إسقاط الدولة السورية وباتت تفكر جدياً بالعودة من حيث أتت مزودة بخبرات إرهابية جديدة اكتسبتها من بعضها وظهر جلياً الخوف الأوروبي من عودة الإرهاب في الدعوات والتحذيرات التي أطلقتها وزارات الداخلية وأجهزة الأمن في فرنسا وبريطانيا وبلجيكا وألمانيا وغيرها من الدول الأوروبية حول الأخطار المحيطة بالأمن الأوروبي جراء عودة الإرهابيين من سورية.
والغريب في اللغة الأوروبية أن نفس الأشخاص المتطرفين أطلق عليهم "ثواراً" عندما توجهوا إلى سورية بينما باتوا إرهابيين عندما فكروا بالعودة إلى بلدانهم التي أرسلتهم.
وكان وزير الداخلية الفرنسي السابق مانويل فالس أكد نهاية العام الماضي أن المئات من الفرنسيين يتطوعون للقتال في سورية وحذر من المخاطر الأمنية التي قد يشكلها هؤلاء عند عودتهم إلى فرنسا.
وهذه الاعترافات لم تقتصرعلى فرنسا بل إن معظم الدول الأوروبية أقرت بهذا الواقع كما أن المشكلة تحولت من المستوى السياسي إلى المستوى الاجتماعي إذ باتت الكثير من العائلات الفرنسية والبريطانية والألمانية تعاني من فقدان أبنائها الذين استغلت شبكات "جهادية" التسهيلات الغربية لتجنيدهم وإرسالهم إلى سورية ليتحولوا إلى مجرمين محترفين ولينضموا إلى الجماعات الإرهابية التي تقر بارتباطها التنظيمي والعقائدي بالقاعدة.
في سياق متصل، أكد الكاتب الفرنسي جان بيير بيران أن وجود المجموعات المسلحة في سورية بات مرادفاً للإرهاب والقتل والتعذيب، حيث تقوم بعمليات اختطاف واحتجاز الأجانب بهدف الحصول على مطالب سياسية وفدى مالية كبيرة.
وقال بيران في مقال نشرته صحيفة (الليبراسيون) الفرنسية أول أمس الإثنين21 نيسان/ أبريل: إن "دولة الإسلام في العراق والشام" (داعش) يعتبر الأكثر تعصباً وعنفاً بين المجموعات المسلحة المتطرفة التي تتكاثر في سورية.
وأضاف الكاتب: أن تنظيم "داعش" يدعي استناده إلى الإسلام لجذب المتطوعين من مختلف أنحاء العالم لكنه يلتف على مفاهيم الإسلام عندما يريد قتل أحد ما أو ارتكاب أفعال معينة، موضحاً أن هذا التنظيم بات متخصصاً في عمليات الاختطاف سواء للسوريين أم الأجانب، وقد وصل عدد المختطفين لديه إلى 22 أجنبياً بينهم أميركيون وبريطانيون وإيطاليون وألمانيون ودانماركيون.
وأشار الكاتب أن التنظيم المذكور يقوم باحتجاز المختطفين في ظروف سيئة، ويتم حبسهم في سجن انفرادي لعدة أسابيع وفي أغلب الأحيان ترسل بطاقاتهم الائتمانية إلى تركيا حيث تنهب حساباتهم.
وقال: إن "المخطوفين وبعد الإفراج عنهم يتحدثون عن مفاجآت تواجههم خلال الخطف وهي أن حراسهم في الأغلب كانوا جهاديين أوروبيين حيث أكد الصحفيون الفرنسيون الأربعة الذين أفرج عنهم مؤخراً أن مختطفيهم كانوا أربعة فرنسيين وبلجيكياً وهو ما كان سبق أن أكده المصور البولندي مارسين سودير الذي هرب في شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي والذي قال إن "حراسه لم يكونوا يتكلمون إلا بالفرنسية".
وبيّن الكاتب الفرنسي أن من يقود الوساطة للإفراج عن المخطوفين الغربيين من قبل التنظيم هم ثلاثة بريطانيين من أصل باكستاني كانت مسؤوليتهم الاتصال مع الخارج ويوصفون بأنهم "مرضى نفسيون" ومن المؤكد أن هناك مطالب سياسية خلال البدء بعملية التفاوض مثل طلب الإفراج عن سجناء يوجدون في فرنسا أو بريطانيا إضافة إلى المطالبة بفدى مالية كبيرة.
يشار إلى أن هذه التنظيمات والمجموعات المسلحة التي ترتكب جرائم القتل والتخريب في سورية وتحتجز وتختطف العشرات من الأجانب إضافة إلى آلاف من المواطنين السوريين وجدت وتكاثرت بفعل الدعم والتمويل والتسليح الذي تقدمه الدول الغربية لها وعلى رأسها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وحلفاؤها من آل سعود ومشيخة قطر وحكومة رجب طيب اردوغان في تركيا والتي سهلت وساعدت آلاف المسلحين على التسلل من أراضيها إلى سورية للقيام بالأعمال الإرهابية والتخريبية فيها.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=2&id=7675