تحقيقات وتقارير

خريف جونسون مختلف.. هل تكون كورونا واليونيسيف آخر أوراقه الساقطة؟


الاعلام تايم || رنا الموالدي


 

دول أوروبية تحظر دخول المسافرين.. حكومة لا يرف لها جفن.. الأموال أنستهم معنى الإنسانية.. انكشفت حيلهم واضطروا مرغمين للاعتراف بالفشل والتقصير بحق الشعب ليعلنوا "كورونا خارج نطاق السيطرة.. السلالة الجديدة من الفايروس انتشارها أسهل وأشد فتكا".


من قلب الحدث جاء التأكيد..!! سكان العاصمة البريطانية لندن يريدون مغادرتها بشكل جماعي!! ولا حياة لمن تنادي.


إنها الكارثة التي حلّت بالحكومة البريطانية برئاسة بوريس جونسون بعد التفشي السريع لفيروس كورونا في بلاده بشكل سريع ومرعب، حيث أعلنت معظم دول الاتحاد الأوروبي ودول عربية وإفريقية تعليق الرحلات الجوية وسبل سفر أخرى بحق الشعب البريطاني.


هو أمر لم يقع لأول مرة في تاريخ بوريس جونسون، ويبدو أن كل أوراقه قد احترقت أمام الكارثة التي حلت، فبريطانيا اليوم تشهد انهياراً كاملاً في كل المجالات، في المجال الصحي والاقتصادي، وحتى السياسي، والاجتماعي، والبريطانيون يضيقون ذرعاً بما حصل لبلادهم فها هم اليوم يريدون مغادرتها وبشكل جماعي وبحسب صحيفة "ديلي ميل"، تكدست حشود المواطنين في محطات القطار الرئيسية بالمدينة بقرار تشديد قيود الحركة إثر كشف سلالة جديدة من فيروس كورونا.


الحكومة البريطانية اليوم في وضع لا تحسد عليه.. محاصرة من كل الجهات، قد تسقط سقوطاً مدوياً لا تنهض بعدها أبداً، ولم يتوقع كثيرون أنها بهذا الضعف في البنيات التحتية، أو أنها غير جاهزة لمواجهة الجائحة على أقل تقدير حيث واجهت مؤخراً انتقادات شنها حزب العمال المعارضة الرئيسية في البلاد، بعد تقديم اليونيسف مساعدة مالية للمساهمة في حملة لإطعام حوالي 1800 أسرة فقيرة في المملكة المتحدة، جزئياً خلال عطلة عيد الميلاد، في خطوة لم يسبق لهذه المنظمة الأممية أن قامت بها في هذا البلد الثري.


لقد كانت الصورة الإعلامية التي تناولت ردود فعل بعض المواطنين، وتصريحات مسؤولين، توحي بأن تجربة بريطانيا قاب قوسين أو أدنى للوصول لمرحلة الانهيار وهو ما جاء على لسان أنجيلا راينر، نائب رئيس الحزب "نحن واحدة من أغنى دول العالم.. ما كان ينبغي أبداً أن نصل إلى هنا.. لا ينبغي على أطفالنا أن يعتمدوا على منظمات إنسانية اعتادت على العمل في مناطق حروب وفي أعقاب كوارث طبيعية".


نعم.. ما يزال من الصّعب تقدير التبعات المالية المترتبة على الأزمة الصحية بدقة، ولكل شخص توقعاته في هذا الشأن، وإن كانت التوقعات متباينة حول المدة والحجم، إلا أنَّ جميعها تتفق على نقطة واحدة أن بريطانيا خسرت التحدي أمام حرب شرسة مع فيروس لم تقدر على مواجهته بالقوة التي تملكها، ولم تعد قادرة على توفير حتى معونة الطعام لرعاياها وفي حين أن الأزمة الصحية قد تستمر بعض الوقت، فإن الأزمة الاقتصادية التي خلفتها ستدوم وتمتد بلا شك لعدة سنوات.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=76688