تحقيقات وتقارير

شبح الكورونا يعود بقوة .. ويضرب الاقتصاد العالمي ليس الأرواح فقط


الإعلام تايم || خاص

 

ألحق كوفيد 19 أضرارا كبيرة بالاقتصاد العالمي، ولم تتمكن معظم الدول ذات الأنظمة الراسخة سياسياً واقتصادياً ، من السيطرة على الاقتصاد وتحفيزه عبر سلسلة برامج مدروسة لحمايته من التدهور والانكماش.

 

 ففي إيطاليا، البلد الذي افترسه كوفيد وقتل منه 33415 شخصا حتى الآن، ويعتبر الثاني عالمياً من حيث حجم الأضرار التي خلّفها الفيروس، يقول مختصون في الأمراض المعدية، إن كوفيد 19 فقد قوته وتحول "من نمر مفترس إلى قطة برية" حسب تعبير البروفيسور ماتيو باسيتي، رئيس عيادة الأمراض المعدية في مستشفى بوليكلينكو سان مارتينو في إيطاليا.

 

والأزمة دفعت الخطوط الجوية البريطانية طرحها للبيع أطباقا تستخدم في الطائرات ومقتنيات من طائرة "بوينغ 747" التي سحبتها من أسطولها.

 

ووفق وكالة الصحافة الفرنسية، فإن كؤوس شمبانيا وأدوات مائدة مستخدمة في الدرجة الأولى وجوارب وبطانيات وحتى العربات، من بين الأشياء المعروضة للبيع "لإعادة تجربة طيران سحرية في المنزل".


كما قررت الشركة بيع الأعمال الفنية المعروضة في صالات الاستقبال الخاصة بها من أجل تحسين أوضاعها المالية.

 

وبلغت خسائر مجموعة "آي إيه جي" التي تملك شركتي طيران "الخطوط الجوية البريطانية" و"آيبيريا"، 5.6 مليار يورو منذ بداية العام بينها 1.76 مليار يورو في الربع الثالث.
 

وبهدف التغلب على الأزمة، نفذت "آي إيه جي" إعادة هيكلة كبيرة تشمل إلغاء 13 ألف وظيفة في الخطوط الجوية البريطانية.

 

كما خفضت المجموعة نفقاتها الاستثمارية، وأرجأت طلبية 68 طائرة جديدة إلى عام 2022، وقررت سحب طائرات "بوينغ 747" التي يطلق عليها "جامبو جيت" من أسطولها قبل الموعد المتوقع

 

أما في أميركا، كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية في تقريرلها ، ان جثث 700 أميركي من سكان نيويورك ماتوا بسبب وباء كورونا ومازالت مخزنة في شاحنات التجميد منذ شهر نيسان الماضي بسبب عدم قدرة اسرهم على تحمل تكاليف دفنهم.

 

واضاف التقرير أن "إنشاء المشرحة المؤقتة قد تم عندما كانت مدينة نيويورك تتعامل مع فايروس كورونا الذي أغلق المدينة مع ارتفاع حالات الإصابة والوفيات، لكن العمدة بيل دي بلاسيو قال: إن "الدفن الجماعي لن يتم بعد التقارير التي تفيد بأن مدينة نيويورك تفكر في استخدام مقابر مؤقتة".

 

الاستراليون نظروا إلى عام 2020 بحزن شديد، إذ فقدت فيه استراليا الصفة التي عُرفت بها سابقا، وهي "البلد المحظوظ"، فأصبح مليونا استرالي عاطلين عن العمل، بينما توترت علاقات كانبيرا مع الصين، عندما قررت استراليا تأييد المساعي الدولية للتحقيق في كيفية اندلاع جائحة كورونا، وإن كان هناك تقصير صيني في الأمر!

 

أما في الهند فإن النمو الاقتصادي كان أصلا في حالة تراجع، حتى قبل اندلاع الجائحة، إذ تراجع معدل النمو إلى 4.2%، وهو الأدنى منذ عشر سنوات. وقد فرضت الهند قيودا صارمة على الحركة لكنها الآن بدأت بتخفيفها، على رغم تصاعد الإصابات بكوفيد 19، إذ تجاوز عدد المصابين مليوني شخص. وتتفاقم الأزمة الصحية بسبب الاكتظاظ السكاني في المدن، وجهل الناس بكيفية تجنب الإصابة بالفيروس، واضطرار ملايين الفقراء إلى الخروج إلى العمل والاختلاط ببعضهم بعضا.

 

لا شك أن البشرية سوف تتخلص من أخطار كوفيد، لكن أخطار السياسات الانعزالية سيكون أكثر فتكاً في الاقتصاد والوئام العالمي من أي فيروس خطير، والمطلوب هو العودة إلى التفاهمات الدولية وتوطيد العلاقات المبنية على أسس العولمة والمصير المشترك للبشرية، فلا مصلحة لأحد في العودة إلى الوراء.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=76216