تحقيقات وتقارير

"توحيدة" حكاية تفسر أهمية الإجماع على اتفاقية "سيداو"


الاعلام تايم - خاص

 

خبر يتردد في الحارة.. تقول إحدى الجارات لأم.. أما سمعت بالخبر العجيب؟


فتسألها عنه باهتمام فتقول: توحيدة بنتُ أمّ علي بنت عم رجب؟ توظفت في الحكومة


توظفت في الحكومة! إي والله... موظفة تذهب إلى الوزارة وتجالس الرجال!


لاحول ولا قوة إلا بالله إنها من أسرة طيبة.. يالخسارة الرجال!


يقول الروائي والكاتب المصري نجيب محفوظ في نهاية حكايته من مجموعته "حكايات حارتنا وأسمع الألسن تلوك سيرتها(توحيدة) في الحارة تعلق وتسخر وتنتقد.. فأتمتم كالببغاء.. يالخسارة الرجال!


بهذه الحكايات القصيرة سلط محفوظ واقع المرأة المصرية خاصة والعربية عموماً في العقود الأولى من القرن الماضي حيث طغت عادات وتقاليد وموروثات الجهل والتخلف على توصيف المرأة حتى أن الكثيرين اعتبروها سلعة ومجرد متاع مستشهدين بأقوال لا تمت إلى الحقائق بصلة والمثير للجدل أنه حتى في أيامنا هذه تتوارث الأجيال تلك المعتقدات الخاطئة..


"توحيدة" وغيرها من حكايات جعلت هيئة الأمم والمؤسسات المناهضة للعنف ضد المرأة تفكر بالواقع المتردي للمرأة وتسعى للمطالبة بحقها في كل مجالات الحياة..


الحديث يطول لسرد واقع المرأة ولكن الأهم في ذلك هو ما تم مناقشته في ورشة عمل لمديرية الاعلام التنموي بوزارة الإعلام بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان ضمن اختصاص المديرية في زيادة وعي المجتمع بالتحديات والقضايا الأسرية والاجتماعية وآثارها وطرق الوقاية منها، وتحقيقاً للاستراتيجية الوطنية بوجود بنية مجتمعية قوية ومتماسكة، لاسيما في مجال سلامة الأسرة والحد من حوادث العنف المنزلي، حيث توافرت مراكز للمساعدة ووضعت برامج من أجل زيادة الوعي عن حالات العنف القائم على النوع الاجتماعي.


الورشة تطرقت لأهم ركيزة اجتماعية وهي المرأة وحقوقها ومكانتها في المجتمع السوري، حيث تم التعريف بالمرأة وحقوقها في القوانين المحلية والمعاهدات والمواثيق الدولية الخاصة بالمرأة "سيداو" والتي كانت سورية أحد الدول التي وقعت على تلك المعاهدات والاتفاقيات.


وعرفت الدكتورة شادية محرز عضو الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان بنصوص اتفاقية مناهضة كافة أشكال التمييز ضد المرأة "سيداو" بشكل عام، وبعض الأدوات التي يمكن استخدامها لتغيير القالب السلبي التي تقع فيه المعنفة، مؤكدة أن هذا يتطلب تغيير منظومه كامله تشمل المدرسة، المجتمع، مكان العمل، الاسرة، و أخيراً وسائل الإعلام المسؤولة عن طرح مثل هذه الأمثلة و التجارب لرفع الوعي وتقديم أمثلة لمكافحة أوجه العنف المختلفة ضد المرأة.

 

وختمت الورشة بعرض فيلم شرح خلاله مدير الاعلام التنموي عمار غزالي كيف تناولت الدراما ووسائل الاعلام واقع المرأة والممارسات والانتهاكات التي تطالها، إضافة إلى تكوين ورش عمل للتطبيق العملي على وضع المقترحات والمخرجات الممكنة لتخليص المرأة مما يمس حقوقها.


توحيدة لم تمت والمطالبات مستمرة بتخليص المرأة مما يطالها عبر جميع المنابر والمنصات والأمل بالوصول إلى مجتمع متماسك يؤكد حقيقة أن المرأة نصف المجتمع.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=76041