وجهات نظر

الأضرار والتحديات.. قادرون

علي نصرالله


الاعلام تايم - الثورة أون لاين

 

الجولة التي قام بها السيد الرئيس بشار الأسد إلى المناطق المُتضررة من الحرائق الأخيرة، هي مُهمة جداً ليس فقط انطلاقاً من كَونها الزيارة التي تَنطوي على أبعاد شديدة الأهمية، اجتماعية واقتصادية وسياسية تُجسد الواقع الذي حَدَّثَ مراراً وفي مُناسبات مُختلفة ومُتعددة من أنّ السيد الرئيس، لم يَكن يوماً إلا بين الشعب، بين الناس، قريباً منهم، يَستمع إليهم، يَهتم بشؤونهم، ويُعالج قضاياهم.

 

الجَولة على أهمية ما تَقَدَّم مما انطوَت عليه، ومن أنّها كانت الفُرصة التي وَصَّفَها السيدُ الرئيس بأنّها: «فُرصة للقاء مع هؤلاء الناس الطيبين الذين نَستمد منهم القوّة، والوَطنية، وأيضاً الكرامة، ونَأخذ منهم المَعلومة الدقيقة التي تُضاف للمعلومات المُؤسساتية التي نَأخذها من المُختصين»، فإنّها الجَولة التي وَجهت رسائل مهمة في اتجاهات مُتعددة، للداخل والخارج، تُؤكد قوّة الدولة، صمودها، واستمرارها على ما اختطته من نَهج أصيل، فضلاً عن ثَباتها على المواقف النبيلة المَبدئية التي مَيزتها على الدوام.

 

وعلى أهمية كل الأبعاد في الجولة، فإنّ الأهم ربما هو تَشخيص الرئيس الأسد الدقيق للحالة والوقوف على تَفاصيلها، هو ما كان تَشخيصاً غَنياً بالأفكار، وإحاطة تامّة بأدق التفاصيل والاحتمالات: «الأضرارُ كبيرة، والتّحديات أيضاً كبيرة بالوقت نفسه، لكن أهم شيء نَعرفه أنّ هذه التّحديات ليست مُستحيلة».

 

التَّحديات التي حَددها السيد الرئيس، والنقاط التي أشارَ لها سواء ما اتصل منها بالحاجة للتنظيم من أجل إيجاد الحلول، أو ما تَعلق منها بأهمية مَسعى إعادة الأراضي المُتضررة للإنتاج لإبقاء الناس بهذه المناطق، أو ما تَحدث عنه لجهة المُساهمة بحمل الأعباء المادية عن العائلات المُتضررة، مع التّركيز على وضعِ خطط واقعية قابلة للتطبيق وغير نَظرية، فإنها بُنية أساسية للخطط المُنتظر إنجازها من قبل الجهات الرسميّة ذات العلاقة.

 

«الكارثة التي حَصلت كارثة وطنية بالمَعنى الإنساني، أو بالمعنى الاقتصادي، أو بالمعنى البيئي»، هو الأمرُ الذي يَضعنا أمام تَحدي تجاوز كل التبعات والتداعيات والتَّخفيف منها، كيف؟ بالعمل المُتواصل المُخطط له: «المُهم أن نَعمل ليلاً ونهاراً لحل هذه المشكلة».

 

هي الدَّعوة التي يَنبغي الاستجابة لها سريعاً، بوَضع الخطط العملية المُحكمة، وبالقيام بإحصاءات دقيقة تُبين الأضرار الحاصلة والآفاق المُستقبلية الكفيلة بتَجاوزها، بالتَّعويض عنها، باستصلاح الأراضي المُتضررة، وبتوفير وسائل الحماية الاجتماعية، والبيئية، والاقتصادية، لإعادة استثمار الأراضي والمساحات الواسعة التي تَضررت، المُثمرة منها والحَراجية على السواء.. ليس مُستحيلاً تَحقيق ذلك، بل سيكون مُمكناً بالإرادة التي نَمتلكها، وبالاستجابة للتّحفيز والتّحريض الإيجابي للعمل المُتواصل، وبأداء الواجب الوطني الذي يُمليه علينا الضَّمير قبل القوانين.

 

لجانُ حَصر الأضرار بالمَناطق التي تَضررت من الحرائق تَعمل باجتهاد، المُؤسسات المَعنية بتوفير الكهرباء والمياه والخدمات لا تُقصر في هذه الأثناء، غيرَ أنّ التحديات الكبيرة تَقتضي عملاً استثنائياً لا يَنقطع، ولا يُهمل تَفصيلاً أو جُزئية، والأملُ كل الأمل بأن تكون طريق التَّسهيلات سالكة، ذلك أنّ الجهات الأُخرى التي يَتصل عملها بالقروض التَنموية، بالأسمدة، بالمُخططات التنظيمية للقرى والبلدات، من المُحتمل أن تُواجه حالات تَتَعارض مع بعض القوانين، كمَسألة الضمانات لمَنح القروض، ذلك أنّ الحيازات والمُلكيات قد لا تَكون مُسجلة رسمياً، أي بلا سَندات مُلكية.. هذه إحدى المُشكلات التي قد تَبرز، فالآمال عَريضة كبيرة بخطط وإجراءات مُتكاملة، تَضع الحلول لكل ما قد يَظهر من مُشكلات.. قادرون، ويَنبغي أن نَكون.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=75397