الاعلام تايم - صحافة

 

حال النظام التركي اليوم أشبه بفتى " مشكلجي" يقاتل حتى الهواء الذي يلفح خديه، تدخل كثير من الدول في صدام مع النظام التركي، ولا تجد بالمقابل إلا تحالفات محدودة بسبب مواقفها من قضايا عدة، وليست المشكلة مع قبرص آخر ما يرتكبه النظام التركي من حماقات، ومع ذلك تبدو المواجهة العسكرية بينهما بعيدة عن الأرض نوعاً ما، فالأزمات الداخلية في الاتحاد والموقف الألماني الراغب في وقف التصعيد مع النظام التركي، عوامل تدفع إلى إرجاء أي أزمات جديدة، وهو أمر تشاركها فرنسا فيه.

 

وفيما تجد قبرص ونيقوسيا تحالفاتها من قضية ترسيم الحدود البحرية، تنسحب التحالفات من اليد التركية، وهنا يمكن القول إن الكيان الإسرائيلي مثلاً لجأ إلى أثينا ونيقوسيا من أجل استبدال تحالفه مع الأتراك، وهو ما انعكس في اتفاقات التعاون التي وقّعت مع القبارصة، وكان بينها اتفاقية تعيين حدود المناطق الاقتصادية للطرفين في 2010، وتبعتها اتفاقات ثنائية عديدة، بينها اتفاقية أمنية تسمح لـ"إسرائيل" باستخدام مطارين في قبرص من أجل تزويد سلاح الجو بالوقود، ويتابع قادة هذه الأطراف منذ 2016 حتى اليوم اجتماعات دورية، يأتي في مقدمتها اكتشافات الغاز لمواجهة أي تحركات تركية، خاصة أن أنقرة لديها تحفظات على اعتبار بعض المناطق خاصة بقبرص واليونان.

الرؤية التركية في كل ذلك قائمة على وضع شروط مرتبطة بطريقة النظر إلى ترسيم الحدود، أنقرة ترفض التوقيع حتى اليوم على اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تنظيم ترسيم الحدود البحرية، وذلك دفع دول الجوار إلى النظر إلى الرغبة التركية كمحاولة لاقتناص ما لا تملك من الأساس.